خارج الصندوقسياسيات متناقضةنبض الساعةهيدلاينز

بين الصمت والدعم.. تباين دولي تجاه مخطط إسرائيل بشأن الضفة

خاص – نبض الشام

تشهد الساحة الدولية تبايناً واضحاً في المواقف تجاه التصعيد الإسرائيلي المتعلق بمساعي ضم الضفة الغربية، ففي الوقت الذي يتزايد فيه الدعم العلني داخل الحكومة الإسرائيلية للمضي بخطوات الضم، تصدر مواقف متباينة من المجتمع الدولي، تعكس صراعاً بين اعتبارات القانون الدولي والمصالح الجيوسياسية، وعلى رأسها موقف أمريكا، الذي يبقى مؤثراً في أي خطوة تتخذها تل أبيب على هذا الصعيد.

مطالبات رسمية بالضم
شهدت الأيام الماضية تصعيداً لافتاً من قبل وزراء في حزب الليكود، طالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمصادقة على قرار حكومي لضم الضفة الغربية.

هذا الطلب الذي جاء بتوقيع جماعي من وزراء الحزب، اعتُبر سابقة من حيث الوضوح والجرأة، ويكشف عن تحوّل داخلي يسعى لاستغلال اللحظة السياسية والأمنية التي تمر بها إسرائيل، خصوصا بعد هجوم 7 تشرين الأول!.

الوزراء عللوا مطالبهم باعتبارات أمنية ووجودية، معتبرين أن إقامة دولة فلسطينية باتت تهديدا مباشرا على إسرائيل، ودعوا إلى “استكمال المهمة”، في إشارة إلى فرض السيادة الإسرائيلية الكاملة على أراضي الضفة.

أمريكا.. دعم مشروط أم تساهل محسوب؟
الحديث عن الضم لا ينفصل عن موقف أمريكا، التي تملك وحدها القدرة على منح الخطوة شرعية سياسية دولية. خلال إدارة ترامب، ظهر ميل واضح لتأييد خطوات إسرائيلية أحادية، خصوصا ما يتعلق بضم مناطق (ج) والكتل الاستيطانية الكبرى، وهو ما تضمنته “صفقة القرن”.

لكن هذا الميل لم يكن مطلقا، إذ شددت واشنطن آنذاك على ضرورة التنسيق المسبق وتقديم ضمانات لإقامة دولة فلسطينية. واليوم، ورغم غياب موقف رسمي واضح من إدارة ترامب المحتملة القادمة، يرى مراقبون أن أمريكا قد تعود لتقديم دعم مشروط لخطوات ضم جزئي، خاصة إذا رُبطت بمصالح انتخابية داخلية.

مواقف دولية متباينة
في مقابل الموقف الأمريكي الضبابي، عبّرت الرئاسة الفلسطينية عن رفضها القاطع لدعوات الضم، مؤكدة أن هذه الخطوات تمثل “حربا شاملة” على الفلسطينيين وتنذر بانفجار إقليمي. كما أبدى الأردن إدانته الصريحة، محذرا من نتائج هذه السياسات على استقرار المنطقة.

ورغم هذه الإدانات، تبدو بعض الأطراف الدولية مترددة في اتخاذ مواقف صارمة، خاصة مع انشغال المجتمع الدولي بملفات أخرى. هذا التردد يُترجم بصمت دولي في بعض العواصم، أو مواقف دبلوماسية رمادية لا ترتقي إلى مستوى الرفض الفعلي.

التوقيت والرهانات
التوقيت السياسي لطرح هذا الملف لا يخلو من دلالات داخلية. نتنياهو يواجه ضغوطا من شركائه في اليمين المتطرف الذين يطالبون بانتصار حاسم في غزة، ويبدو أن تقديم الضم كخيار بديل أو مكافأة سياسية لهم قد يكون وسيلة لتماسك الائتلاف الحكومي.

إضافة إلى ذلك، فإن الترويج لضم جزئي، خصوصا لمناطق تحت السيطرة الإسرائيلية أصلا، مثل المنطقة (ج)، قد يُطرح كحل وسط لتقليل حدة ردود الفعل الدولية، وإظهار الأمر على أنه “تعديل إداري” أكثر من كونه تغييرا سياسيا جوهريا.

واقع جديد!
في ظل هذا المشهد، يتضح أن إسرائيل تمضي نحو فرض واقع جديد في الضفة الغربية، مدفوعة بدعم يميني داخلي، وتردد دولي، وصمت بعض الأطراف المؤثرة. ومع اقتراب نهاية الدورة الصيفية للكنيست، تبقى كل السيناريوهات مفتوحة، خاصة في حال حصول تل أبيب على ضوء أخضر أمريكي – صريح أو ضمني – قد يحسم المسألة على الأرض. ومع ذلك، فإن الضم، ولو كان جزئيا، سيعيد إشعال الجدل حول مستقبل القضية الفلسطينية، ويهدد ما تبقى من جهود دبلوماسية في الإقليم.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى