صحةهيدلاينز

“بخاخ أنفي” لعلاج الاكتئاب الحاد

يُعد الاكتئاب مرضًا خبيثًا. وأحياناً يتم التقليل من شأنه وفي بعض الحالات يتم مناقشته بشكل مبالغ فيه، فهذه الحالة النفسية تتجاوز مجرد الشعور بالحزن؛ فهي عبء ثقيل غير مرئي قد يطغى على جميع جوانب الحياة. فالاكتئاب قد يسلب البهجة من اللحظات المفعمة بالسعادة، ويجعل أبسط المهام اليومية تبدو مستحيلة.

 

بالنسبة للبعض، يظهر الاكتئاب نتيجة فقدان شخص عزيز أو إثر محنة ما، ولدى آخرين يأتي دون سابق إنذار.

لا يعتبر الاكتئاب علامة ضعف أو وهن في صحة الجسم، بل هو مرض يتطلب إدراك حالة المريض والتعاطف معه والعلاج الملائم. ومع الدعم والعلاج المناسبين، يمكن الشفاء من هذا المرض.

تشير البيانات ،في إستراليا، إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص (21.5%) تتراوح أعمارهم بين 16 و85 عامًا يعاني من اضطراب نفسي خلال سنة معينة. كما أن ما يقارب نصفهم (42.9%) يمرون باضطراب نفسي في مرحلة ما من حياتهم.

وظهرت مؤخراً أخبار جيدة تتعلق بعلاج الاكتئاب، دواء Spravato (الإسكيتامين)، هو بخاخ أنفي مصمم لعلاج الأشخاص الذين لم يستجيبوا لاثنين على الأقل من مضادات الاكتئاب التقليدية.

وعلى عكس الأدوية التقليدية التي تستهدف مادة السيروتونين، يعمل سبرافاتو على زيادة مستويات مادة الجلوتامات، وهي أهم ناقل كيميائي في الدماغ، مما يساهم في استعادة الاتصال بين خلايا الدماغ وتحسين المزاج.

تجدر الإشارة إلى أن سبرافاتو ليس دواءً يُتناول منزليًا؛ بل يجب إعطاؤه تحت إشراف طبي مباشر في مراكز علاج معتمدة خصيصًا، حيث تتم مراقبة المرضى لاحتمال ظهور آثار جانبية مثل الدوار والغثيان والنعاس وتغيرات ضغط الدم.

يُعطى الرذاذ مرتين أسبوعيًا خلال الشهر الأول، ثم مرة أسبوعيًا أو كل أسبوعين حسب تطور الحالة.

ويعد الاكتئاب من أكثر التحديات النفسية شيوعًا في إستراليا حيث يصيب شخصًا واحدًا من كل سبعة، ويُظهر أن حوالي ثلث المصابين بالاكتئاب لا يجدون تحسنًا ملحوظًا عند استخدام مضادات الاكتئاب التقليدية، وهي الحالة المعروفة بـ”الاكتئاب المقاوم للعلاج”.

غالبًا ما يعاني الأشخاص ضمن هذه الفئة من نوبات اكتئاب أطول وأعمق وأكثر تكرارًا، بالإضافة إلى مشاعر اليأس والأفكار الانتحارية. ولهذا، فإن الوصول إلى علاجات فعالة مثل سبرافاتو يمكن أن يغير حياة العديد من الأفراد والأسر في أستراليا بشكل جذري.

فبالنسبة للعديد من الأستراليين ، يمثل توفر دواء سبرافاتو تقدماً طال انتظاره في معركة علاج الاكتئاب; تقدماً لا يوفر فقط علاجًا أفضل، بل يبعث الأمل من جديد.

المصدر
Women's Weekly

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى