تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانيةنبضات وآراءنبضاتهمهيدلاينز

المناورة بوقف إطلاق النار

مقال لـ أحمد عبدالتواب

يصعب تصور أن يستقر وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، حتى بعد أن تُرَمَّم ثقوبه التي ظهرت من أول دقيقة! ذلك لأن كلاً من الطرفين لم يحقق أياً من أهدافه الأساسية التي دفعت به للحرب: فإسرائيل، التي تزعم الآن أنها حققت الهدفين الأساسيين لها، بالقضاء على قدرات إيران النووية، وبتدمير أسلحتها الصاروخية، يعترف علناً بعض قادتها بأن ضرباتهم، ومعها الضربة الأمريكية الكبرى، لم تؤثر إلا سطحياً فى المنشآت النووية. وإما ادعاء تدمير أسلحة إيران الصاروخية فلا حاجة لإثبات كذبه لأن الصواريخ الإيرانية، حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار، تمكَّنت من اختراق الدفاعات الإسرائيلية وقَتْل عدد من الإسرائيليين وإلحاق دمار فى المنشآت! وعلى الناحية الأخرى، فإن إيران، أيضاً، لم تنل اعترافاً صريحاً من إسرائيل وأمريكا بحقها فى تخصيب اليورانيوم، وفى أن يكون لها سلاحها الصاروخي المتطور!

هذا يؤكد أن الخلافات المتسببة فى الحرب لا تزال قائمة لدى الطرفين، بما يرجح أن موافقة كل منهما على وقف إطلاق النار، هي مناورة موقوتة، من أجل معالجة الثغرات لديه التي تبينت له فى حرب الـ13 يوماً، ليعود بقوة أكبر، إلى جولة ثانية، لأن كلاً من الطرفين صار أكثر يقيناً بأنه لا يمكن للمفاوضات أن تحقق له القدر الذى يقبله. لذلك فمن المتوقع أن يتسابق كل طرف على علاج نقاط ضعفه وامتلاك القدرات المفتقدة. فقد تأكدت إسرائيل من ضعفها أمام قدرات صواريخ إيران الهجومية، وقد أعلنت عما ادعت أنه نقص فى أعداد صواريخ دفاعها، فى حين يؤكد بعض الخبراء ان النقص لديها ليس فى عدد الصواريخ وإنما فى قدرات الصواريخ. كما تعلم إسرائيل أن أخطر نقاط ضعفها، تجلت فى الذعر الذى استبد بالإسرائيليين فى أول مواجهة عسكرية يشهدونها على أرضهم، مما دفع كثيرين للسعى للفرار من إسرائيل والعودة إلى بلادهم الأصلية. وأما إيران، فقد تبين لها أنها مخترقة بالجواسيس، وأنها تكاد لا تملك دفاعات جوية.

وكما ترى، فإن المهام الكبرى الضرورية على كل طرف لا يمكن إنجازها بسهولة فى وقت محدود، بما يرجح أن تكون هناك جولة أخرى، بل جولات!!

المصدر: الأهرام

تنويه: المقالات المنشورة في تبويب “نبضاتهم” تمثل رأي كتّابها فقط وليس بالضرورة رأي موقع “نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى