تقاريرصحة

علماء يحذرون من ظاهرة “لصق الفم ليلا”

ترجمة – نبض الشام

ظاهرة رقمية أم تهديد حقيقي؟

يحذر باحثون من أن الظاهرة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتمثلة في “لصق الفم أثناء النوم” بهدف منع التنفس الفموي قد يشكل خطراً جدياً بالاختناق، وذلك وفقاً لمراجعة علمية حديثة شملت عدداً من الدراسات ذات الصلة.

عندما تُسدّ الممرات الأنفية، يتحوّل التنفس بشكل طبيعي من الأنف إلى الفم. وقد ارتبط التنفس عبر الفم بعدد من المشكلات الصحية، منها الشخير، وانقطاع النفس الانسدادي النومي، وهو اضطراب يتسبب في توقف التنفس واستئنافه بشكل متكرر أثناء النوم.

ترويج واسع وفوائد مشكوك فيها

تشجّع مقاطع الفيديو المنتشرة على منصات مثل تيك توك وإنستغرام على استخدام شريط لاصق لإغلاق الفم ليلاً، بدعوى أنه يعزز التنفس الأنفي، ويحسّن جودة النوم، ويعزز صحة الفم، بل ويساهم في تأخير علامات التقدّم في السن.

ويزعم بعض المشاهير ومؤثري التواصل الاجتماعي أن هذه العادة تؤدي إلى فوائد ملموسة، لكن حتى الآن لم يتم إثبات سلامة أو فعالية هذه الممارسة علمياً.

دراسة تحليلية: نتائج محدودة ومخاطر كبيرة

يقول الدكتور براين روتنبرغ، المؤلف المشارك في الدراسة: “كان مقلقاً بالنسبة لنا أن يقوم المشاهير والمؤثرون بالترويج لهذه الممارسة دون أي دليل علمي يدعمها”.

وأضاف روتنبرغ: “بمصطلحات عالم التواصل الاجتماعي، بدا الأمر ‘مشبوهاً’ بعض الشيء، لذا قررنا مراجعة الأدلة العلمية المتوفرة حول هذا التوجه”.

وقامت الدراسة بتحليل بيانات من أكثر من 10 دراسات سابقة شملت ما مجموعه 213 مريضاً، وقيّمت تقنيات مختلفة لإغلاق الفم أثناء النوم، من بينها الشريط اللاصق ودعامات الذقن.

وأظهرت دراستان فقط تحسناً طفيفاً لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من انقطاع النفس النومي بدرجة خفيفة. لكن غالبية الدراسات الأخرى لم تجد أي دليل واضح على أن هذه الممارسة تُحسّن التنفس الفموي أو اضطرابات النوم.

خطر الاختناق: تهديد غير مُستبعد

تحذّر أربع دراسات من أن إغلاق الفم ليلاً قد يشكّل خطراً جدياً بالاختناق، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من انسداد ملحوظ في المجاري الأنفية بسبب حالات مثل التهاب الأنف التحسسي (حمى القش)، أو التهاب الأنف المزمن، أو انحراف الحاجز الأنفي، أو أمراض الجيوب الأنفية، أو تضخم اللوزتين.

وأشار الباحثون إلى أن “عدداً كبيراً من الأشخاص غير مؤهلين طبياً لاستخدام لصق الفم، وفي بعض الحالات قد يتسبب الأمر في ضرر صحي جسيم”.

ويضيف الدكتور روتنبرغ: “هؤلاء الأشخاص، من دون علم، قد يزيدون من سوء أعراضهم ويعرضون أنفسهم لخطر أكبر من المضاعفات الصحية مثل أمراض القلب”.

دعوة للامتناع وتحكيم العلم

استناداً إلى نتائج المراجعة، يوصي الباحثون بعدم اعتماد لصق الفم ليلاً كوسيلة لعلاج اضطرابات التنفس أثناء النوم.

تقول الباحثة المشاركة جيس ري: “نحتاج إلى اتخاذ قرارات صحية تستند إلى أدلة علمية قوية. نأمل أن يتوقف الناس عن لصق أفواههم أثناء النوم ويدركوا أن هذه الممارسة خطيرة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى