
خاص – نبض الشام
شهدت منطقة أشرفية صحنايا بريف دمشق ليلة دامية، بعد هجوم واشتباك بين فصائل إسلامية متشددة وعناصر مسلحة من الطائفة الدرزية، ما أسفر عن سقوط قتلى وإصابات بين الجانبين بحسب مصادر محلية.
كما تزامنت الاشتباكات مع إطلاق نار عشوائي استهدف آليات مدنية، ما تسبب في سقوط ضحايا وجرحى في صفوف المدنيين.
حظر تجوال
في أعقاب الهجمات، فرضت الجهات الأمنية حظر تجوال شامل في منطقتي صحنايا وأشرفية صحنايا، ومع غياب المستشفيات في المنطقة، اضطر الهلال الأحمر إلى تولي مهمة إسعاف المصابين ونقلهم خارج المنطقة عبر حواجز أمنية، بينما بقيت سيارات الإسعاف الأخرى عاجزة عن الدخول من الخارج نتيجة التوترات.
فتنة مفتعلة أم خلاف اجتماعي؟
وفقاً لمصادر متعددة، فإن جذور التوتر ترجع إلى تسجيل صوتي منسوب لأحد شيوخ الطائفة الدرزية يحمل إساءات للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، الشيخ المعني نفى لاحقاً صحة التسجيل، ورغم نفيه، أثار التسجيل حالة من الغضب والاستقطاب الطائفي، استغلتها جهات مسلحة إسلامية متشددة لشن الهجمات وبدأت في مدينة جرمانا، ما أضفى على الحدث بعداً طائفياً خطيراً.
ردًا على التصعيد، تم التوصل إلى اتفاق تهدئة في مدينة جرمانا، برعاية الحكومة وممثلين عن المجتمع المحلي، شمل التعهد بمحاسبة المتورطين، وجبر الضرر، والتأكيد على وحدة الصف، كما تم التشديد على ضرورة الحد من التجييش الطائفي إعلامياً، وضمان حرية التنقل بين دمشق والسويداء.
رفض الفتنة
في محاولة لإخماد نار الفتنة، دعا شيخ عقل طائفة المسلمين الموحدين الدروز يوسف الجربوع إلى تحكيم العقل، محذراً من مؤامرات تهدف إلى تمزيق النسيج السوري، أما الشيخ حمود الحناوي، فأكد أن ما جرى من تصعيد “بُني على اتهامات غير صحيحة”، مشددًا على رفض الإساءة لأي رمز ديني.
هل تنجح جهود التهدئة؟
تُظهر هذه الأحداث مدى هشاشة الوضع الأمني والاجتماعي في بعض المناطق السورية، إذ يمكن لمجرد تسجيل صوتي مشكوك فيه أن يُشعل فتنة كبيرة.
ويؤكد ذلك حاجة البلاد الماسة إلى خطاب عقلاني موحد، وعدالة شفافة، وسياسات استباقية تمنع تحول الحوادث الفردية إلى أزمات طائفية.
إن التهدئة لا بد أن تترافق مع إجراءات قانونية رادعة، وجهود مصالحة مجتمعية حقيقية، بعيداً عن الاستغلال السياسي أو الإعلامي.