تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانيةخارج الصندوقسياسيات متناقضةهيدلاينز

سياسة ترامب مع إيران: صفقات أم تقلبات؟

خاص – نبض الشام

في عالم السياسة الدولية، تُعدّ المواقف المتقلبة من أخطر ما يهدد الاستقرار العالمي، وفي الملف الإيراني، بدا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نموذجا حيا للتناقض بين الأقوال والأفعال، فبين ليلة وضحاها، يصرّح بأنه “لا يعرض شيئا” على إيران، ثم لا يلبث أن يعلن استعداده لرفع العقوبات إذا أصبحت “مسالمة”، فهل هي مناورة سياسية؟ أم غياب لرؤية واضحة؟ هذا ما سنحاول فهمه من خلال قراءة في أبرز محطات هذا التناقض.

عرض التناقض
في أحد تصريحاته، نفى ترامب تماما أن يكون قد قدم عرضا لإيران، بل أكد بفخر أنه ليس مثل الرئيس السابق باراك أوباما الذي قدم “مليارات الدولارات” لطهران، لكنه بعد أيام فقط، لمح إلى إمكانية رفع العقوبات إذا أظهرت إيران “حسن النية” وتخلت عن الطموحات النووية.

ما يثير الدهشة أن هذه التصريحات جاءت بعد أن تباهى بضرب المنشآت النووية الإيرانية، وهدد علنا بتكرار الهجمات إن حاولت إيران تخصيب اليورانيوم بمستوى عسكري.

السياق الإيراني
ردّاً على هذا التصعيد، أعلن نائب وزير الخارجية الإيراني أنه لا يمكن استئناف الحوار ما دامت واشنطن تهدد بضربات عسكرية، كما وصفت طهران تصريحات ترامب بأنها “ألاعيب نفسية وإعلامية” وليست نوايا حقيقية للحوار.

الملفت أكثر هو توقيت هذه التصريحات، حيث كانت إيران تخرج للتو من حرب دامية مع إسرائيل أسفرت عن أكثر من 900 قتيل، بينما كانت الولايات المتحدة مشاركة مباشرة في قصف منشآت داخل إيران.

تحليل الموقف
التناقض في خطاب ترامب لا يمكن تجاهله، خاصة أنه يأتي في خضم ملفات حساسة تمس الأمن الإقليمي والدولي. فالتصريحات المزدوجة تخلق ارتباكا لدى الحلفاء والخصوم على حد سواء.
قد يرى البعض في هذه الازدواجية نوعا من المناورة السياسية لكسب الوقت أو فرض شروط معينة، لكن استمرار هذا النهج يُضعف مصداقية الولايات المتحدة ويزيد من حدة التوتر في الشرق الأوسط.

مشهد ضبابي
سيبقى الملف الإيراني اختبارا حقيقيا لأي إدارة أمريكية، لكن في عهد ترامب، أصبح هذا الملف ساحة للتصريحات المتناقضة، التي تزيد من ضبابية المشهد بدلاً من تقديم حلول واقعية، إن الاستقرار لا يتحقق عبر التغريدات أو التهديدات المتناقضة، بل عبر رؤية واضحة تقوم على احترام القوانين الدولية، والحوار الجاد، والتوازن في المواقف.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى