بوصلة الشامتقاريرنبض الساعةنبض خاصهيدلاينز

الرواتب في سوريا: زيادة وهمية لا تكفي سوى يومين

خاص – نبض الشام

على الرغم من الزيادة الرسمية للرواتب بنسبة 200%، تُظهر بيانات “مؤشر قاسيون لتكاليف المعيشة” أن الحد الأدنى للأجور البالغ 750 ألف ليرة سورية يكفي لعائلة من خمسة أفراد قرابة يومين ونصف فقط شهرياً. الفجوة تتسع أكثر مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية بنسبة 12.5% خلال ثلاثة أشهر. تقرير شامل يكشف هشاشة الأجور والدعوة لتدخل حقيقي يحقق توازناً بين الرواتب وأسعار السلع.

تكاليف المعيشة تحلّق
نهاية النصف الأول من 2025: تجاوز متوسط كلفة العائلة المؤلفة من 5 أفراد 14.5 مليون ليرة سورية، بينما الحد الأدنى ظل عند 9.06 مليون ليرة.
كما ارتفعت تكاليف الضروريات الأخرى (السكن، التنقل، التعليم..) بنسبة 12.5% خلال ثلاثة أشهر .

الأجور حبر على ورق
تحديد الراتب الأدنى بـ750 ألف ليرة يمثل قفزة شكلية بعد أن كان 278,910 ليرة .
هذا الراتب يغطي فقط 5.1% من الاحتياجات الشهرية، أي يومين ونصف فقط من حاجيات الأسرة .

غلاء أسعار الغذاء
ارتفاع تكلفة سلة الغذاء الشهرية إلى 3.62 مليون ليرة، بزيادة 12.5% خلال ثلاثة أشهر .
إذ ارتفعت أسعار اللحوم بنسبة 38.9%، الأرز 58.3%، الفواكه 13.9%، بينما انخفضت الخضار 26.2% .

مرسوم 200% وواقعه المعيشي
قرار الرئيس السوري أحمد الشرع رفع الرواتب والمتقاعدين بنسبة 200%، شمل مليون وربع موظف حكومي .
بهذا الإجراء، تأمل الحكومة السورية تعزيز الطلب المحلي وتحفيز الاستقرار الاجتماعي اقتصادياً .

تحديات ضخمة ومطالب بالإصلاح
رغم الزيادة، الواقع الاقتصادي بات هشاً مع تفاوت كبير بين الرواتب وتكاليف المعيشة، وزادت المطالبة بخفض الدعم الجزئي وزيادة الأجور الحقيقية لضمان استجابة فعالة لاحقة .
إذ يوجد حاجة ملحة لتدخل من المجتمع المدني والقطاع الخاص لدعم الحكومة في تعزيز الأمن المعيشي والاستقرار.

رغم أن الحكومة قد تصدرت المشهد برفع الأجور، إلا أن التحديات المعيشية لا تزال تفرض نفسها بقوة. فجوة تغطية الأجور لمطالب الحياة اليومية تؤكد أن الأزمة لا تُحل بزيادة شكلية واحدة، بل تحتاج إلى إصلاحات شاملة تشمل رفع الأجور بواقعية، ضبط الأسواق، وتفعيل دور المجتمع المدني والقطاع الخاص. وإلا فإن الحلقة المفرغة بين الفقر والغلاء ستستمر بلا نهاية، تاركةً العائلات السورية تواجه تحديات أمّضى من مجرد يومين ونصف.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى