تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانيةتقاريرنبض الساعةنبض خاصهيدلاينز

“نار الفجر”.. المشهد الإقليمي إلى أين؟

خاص – نبض الشام

في فجر يوم ناري عاشته إيران، شنت إسرائيل سلسلة ضربات جوية غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية وعسكرية حساسة داخل الأراضي الإيرانية، الهجوم المفاجئ أثار ردود فعل محلية ودولية واسعة، وفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التوتر بين الطرفين في ظل تعقيد الملف النووي الإيراني وتزايد المخاوف من تصعيد قد يشعل المنطقة ويعقد المشهد الإقليمي.

تفاصيل الضربات الإسرائيلية
بدأت الضربات في ساعة مبكرة من صباح اليوم الجمعة، واستهدفت منشآت نووية وعسكرية، أبرزها منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم التي تعرضت للقصف أكثر من مرة، كما طالت الهجمات مواقع عسكرية في محافظة أذربيجان الشرقية، ما أدى إلى تصاعد كثيف للدخان وشلل في عدد من المناطق.

وسائل الإعلام الإيرانية أكدت مقتل عدد من كبار القادة العسكريين، بينهم محمد باقري رئيس هيئة الأركان، حسين سلامي قائد الحرس الثوري، والقيادي غلام علي رشيد، إضافة إلى اثنين من العلماء النوويين، كما أصيب العشرات، بينهم نساء وأطفال.

ردود الفعل
طهران أعلنت أن لها الحق في الرد على ما وصفته بالعدوان، وحمّلت الولايات المتحدة مسؤولية ما جرى، معتبرة أن الضربات لم تكن لتتم دون علم وموافقة أمريكية، المرشد الأعلى علي خامنئي توعد إسرائيل بتداعيات قاسية، وأكد أن الرد سيكون قادما.

وفي تطور لافت، أعلنت إيران وقف المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة بشكل كامل، معتبرة أن استئنافها في ظل القصف الإسرائيلي أمر غير ممكن.

من جانبه، رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعلان إيران قائلاً: إن انسحاب طهران من المفاوضات لن يثني إسرائيل عن مواصلة الدفاع عن أمنها، مشيرًا إلى أن واشنطن كانت تعلم مسبقًا بالضربات لكنها لم تشارك فيها.

في حين، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، العملية بأنها ناجحة للغاية، وأشار إلى أن الضربات استهدفت قلب البرنامج النووي والعسكري الإيراني، بما في ذلك العلماء العاملين على تطوير القنبلة، كما أعلن استمرار العمليات “لعدة أيام إذا لزم الأمر”، في حين وصفها رئيس أركان الجيش بأنها “حملة تاريخية”.

التحذيرات في تل أبيب ازدادت، إذ دعا وزير الدفاع المواطنين إلى الاستعداد لهجمات محتملة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، متوقعًا ردًا مباشرًا من إيران.

 إلى أين؟
المجال الجوي أغلق في كل من إسرائيل، إيران، والعراق، وعدة دول أخرى بالمنطقة، ذلك تحسبا لأي تصعيد إضافي، في الأثناء، ورغم أن المحادثات النووية كانت مقررة في مسقط، فإن قرار إيران بوقفها ألغى أي احتمال لحوار قريب، ما يزيد من ضبابية المشهد.

الضربات الإسرائيلية لإيران فتحت مرحلة خطرة من الصراع، تتداخل فيها المصالح السياسية والعسكرية مع الملف النووي الشائك، ومع توعد إيران بالرد واستعداد إسرائيل للمزيد، يبقى مصير المنطقة معلقاً على خيط رفيع بين التصعيد والانفراج، والأيام المقبلة ستحمل في طياتها الكثير من الإجابات، وربما مفاجآت جديدة ترسم مستقبل العلاقة بين الطرفين والمنطقة ككل.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى