تقاريرخارج الصندوقسياسيات متناقضةنبض خاصهيدلاينز

تغيير مفاجئ بالسياسة الأمريكية تجاه سوريا.. قرار جديد

خاص – نبض الشام

منذ اندلاع الأزمة السورية، اتبعت الولايات المتحدة الأمريكية سياسة متذبذبة تجاه سوريا، تأرجحت بين العزل والدعم، وبين الضغط والعقوبات من جهة، والانفتاح النسبي من جهة أخرى، يبرز هذا التناقض بوضوح في القرارات المتتالية الصادرة عن الإدارة الأمريكية، لا سيما فيما يتعلق بملف الهجرة والسفر، ما يطرح تساؤلات حول مدى اتساق السياسة الخارجية الأمريكية مع قيمها المعلنة.

قرارات الحظر
مع تولي دونالد ترامب الرئاسة في عام 2017، تم فرض حظر سفر على مواطني عدد من الدول، من بينها سوريا، وقد شمل القرار دولًا ذات أغلبية مسلمة مثل إيران، ليبيا، والصومال، إضافة إلى فنزويلا وكوريا الشمالية، القرار وُجه بانتقادات واسعة من منظمات حقوق الإنسان، كما اعتبره البعض انتهاكاً للمبادئ الأمريكية في احتضان اللاجئين والدفاع عن حقوق الإنسان.
لاحقاً، تم توسيع القائمة لتشمل ست دول إضافية، منها السودان وإريتريا، مما عزز من حدة السياسة الانعزالية لإدارة ترامب. وفي 2018، أيدت المحكمة العليا الأمريكية هذا القرار، ما أضفى عليه شرعية دستورية، رغم الجدل الحقوقي الكبير الذي رافقه.

تغيير مفاجئ
في قرار صدر في 4 حزيران الجاري بتوقيع من الرئيس ترامب في ولايته الجديدة، تم حذف اسم سوريا من قائمة الدول المحظور دخول مواطنيها إلى الولايات المتحدة، يأتي هذا التعديل المفاجئ بعد حادثة هجوم في ولاية كولورادو، نُسبت إلى مهاجر دخل البلاد بتأشيرة سياحية وتقدم لاحقاً بطلب لجوء.

ورغم كون سوريا أحد المصادر الأساسية للاجئين خلال السنوات الماضية، فإن إزالة اسمها من قائمة الحظر تتناقض مع التوجه العام لسياسات ترامب، الذي عاد وفرض قيوداً على طلاب أجانب يسعون للدراسة في جامعات أمريكية مثل هارفرد.

مواقف متضاربة
البيت الأبيض برر هذه السياسات بأنها تهدف إلى حماية الأمن القومي، إلا أن تصريحات إدارة بايدن في عام 2021 جاءت مناقضة تماماً، إذ ألغى الرئيس الجديد حظر السفر واعتبره انتهاكاً للقيم الأمريكية ومصدر تهديد لعلاقات البلاد الدولية.
هذا التباين يعكس انقساماً داخلياً في فهم السياسة الخارجية الأمريكية، فبينما ترى إدارة أن القيود تعزز الحماية، ترى إدارة أخرى أنها تضر بالمصالح الأمريكية وتسيء لصورة البلاد.

ازدواجية!
تُظهر التحولات في قرارات الحظر تجاه سوريا تناقضاً واضحاً في السياسات الأمريكية، ما بين تشديد وإلغاء، وبين استبعاد واحتواء، هذه الازدواجية تثير تساؤلات حول جدوى تلك السياسات ومدى استنادها إلى رؤية استراتيجية متماسكة، سوريا، كساحة للصراعات والتحالفات الدولية، تظل مثالاً حياً على تقلب المواقف الأمريكية وتداخل المصالح الأمنية مع الاعتبارات الإنسانية والسياسية.

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى