خارج الصندوقسياسيات متناقضةهيدلاينز

بين الشعارات والواقع: التناقض الأمريكي في الملف الإنساني لـ غزة

خاص – نبض الشام

لطالما رفعت الولايات المتحدة شعارات الدفاع عن حقوق الإنسان والحرص على القيم الإنسانية، إلا أن مواقفها المتذبذبة تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة تكشف عن ازدواجية فادحة في المعايير، وبينما تواصل الحرب حصد أرواح الآلاف في القطاع المحاصر، تظهر الإدارة الأمريكية كمن يسعى إلى التهدئة من جهة، ويغض الطرف عن الجرائم من جهة أخرى.

أقوال لا أفعال
منذ بداية العدوان الإسرائيلي في 7 أكتوبر 2023، والذي خلف أكثر من 56 ألف ضحية و132 ألف مصاب في فلسطين، لم تتخذ الولايات المتحدة موقفا حازما تجاه الانتهاكات الواضحة للقانون الدولي والإنساني، بل استمرت في تزويد إسرائيل بالدعم العسكري والسياسي، ما جعلها شريكا ضمنيا في تفاقم الكارثة.

في المقابل، تخرج التصريحات الأمريكية بشكل متكرر لتتحدث عن “القلق من الأوضاع الإنسانية” و”ضرورة إيصال المساعدات”، دون اتخاذ خطوات ملموسة لوقف العدوان أو حماية المدنيين، هذا التناقض الصارخ بين التصريحات والممارسات يثير تساؤلات مشروعة حول مدى صدقية الدور الأمريكي في المنطقة.

تحركات جديدة
كشفت مصادر مصرية مؤخرا عن تحضيرات أمريكية لعقد اجتماع بشأن غزة في العاصمة القطرية الدوحة، إذ تعتزم واشنطن طرح خطة تتضمن وقف إطلاق النار، تبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، كما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن اتفاقا قد يتم التوصل إليه خلال أسبوع.

ورغم أن هذه الخطوات تبدو إيجابية على السطح، إلا أنها تأتي بعد أشهر من المجازر والتدمير، وكأن الولايات المتحدة لم تتحرك إلا بعد أن اقتربت الكارثة من بلوغ ذروتها، أو ربما بعد أن بدأت الضغوط الداخلية والدولية تتصاعد ضدها.

واجب أم مناورة سياسية؟
تصر الإدارة الأمريكية على تقديم نفسها كمنقذ إنساني من خلال التعهد بتوفير الغذاء والمساعدات، إلا أن ما ورد في تصريحات ترامب يعكس عقلية استعمارية حين قال: “نحن من نجلب الطعام إليهم.. البعض يسرقه ويبيعه، لكن لدينا نظاما جديدا أفضل”. هذا الخطاب لا يُظهر تعاطفا حقيقيا بقدر ما يعكس وصاية متعجرفة على شعب يعاني منذ سنوات تحت الحصار والعدوان.

إن محاولة واشنطن الظهور كوسيط سلام أو داعم إنساني بعد شهور من المجازر لا يمكن أن تُغطي على حقيقة موقفها المتناقض، المطلوب اليوم ليس خطابات أو مؤتمرات، بل ضغط فعلي على إسرائيل لوقف العدوان فورا، ورفع الحصار، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، أما خلاف ذلك، فهو استمرار لمسلسل المراوغة السياسية التي تُكلف غزة أرواحا كل يوم.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى