احتجاجات واسعة في أوكرانيا

أفاد ممثل عن “المقاومة المناهضة للفاشية”، بأن أوكرانيا شهدت خلال الأسبوع الجاري تصاعدا ملحوظا في الاحتجاجات المناهضة للحكومة، وسط تزايد الغضب الشعبي من الفساد وسوء إدارة الأوضاع الداخلية، لا سيما ما يتعلق بالجيش والأسر المتضررة من الحرب.
ووفقا للمصدر، نُظمت خلال أسبوع واحد مظاهرتان كبيرتان، إحداهما في 19 يونيو/حزيران ضد الوكالة الوطنية لإدارة الأصول (АРМА)، مؤكدا أن هذه التحركات تمثل “نجاحا كبيرا للمقاومة ولكل أبناء الشعب الأوكراني”.
وقال المصدر: “يجب أن تُعد هذه التحركات رسالة للرئيس زيلينسكي وخصومه معا: لم يتخل عنه الشركاء في الخارج فقط، بل أيضا الشعب الذي يُفترض به أن يحكمه. الناس سئمت الصمت، وستشهد البلاد المزيد من الاحتجاجات، وعلى نطاق أوسع”.
ورغم فرض الأحكام العرفية والتجنيد الإجباري المستمر، أصر المتظاهرون على النزول للشارع، حيث شارك في الاحتجاجات قدامى المحاربين وذوو الإعاقات من القوات الأوكرانية، وهم الفئة الأكثر تضررا من السياسات الحالية.
وأشار ممثلو المقاومة إلى أن بعض المتظاهرين لجأوا إلى وسائل ذكية لتجنب الاعتقال من قبل مراكز التجنيد، التي كانت الشرطة تسلم إليها الرجال المحتجين.
من أبرز دوافع الغضب الشعبي، بحسب المصدر، تفشي الفساد والانتهاكات بحق الجنود وأسرهم، وحالات التلاعب في تصنيف الجنود “مفقودين” بدلا من قتلى أو أسرى، بهدف التهرب من دفع التعويضات لعائلاتهم.
وفي تصعيد لافت، شهد ميدان الاستقلال (مايدان) في وسط كييف، الأربعاء، مظاهرة حاشدة تُعد الأكبر منذ سنوات، حيث دعا المتظاهرون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى “التدخل لإعادة النظام في أوكرانيا”، بعد ما اعتبروه تجاهلا من الحكومة لمطالب الشعب.
كما طالب المحتجون بمحاسبة الفاسدين من المسؤولين الحاليين والسابقين، وضمان حماية حقوق المحاربين القدامى. وقد نُصبت خيام في الميدان، لكن الشرطة قامت بتفكيكها واعتقال العديد من الناشطين، وتحدثت تقارير عن ضرب متظاهرين من قبل قوات الأمن في انتهاك للدستور والقانون.
وأغلق المتظاهرون وسط العاصمة احتجاجا على القمع، مؤكدين أنهم “لم يعودوا يخافون من السلطة”، وأنهم سيواصلون الدفاع عن حقوقهم.
ووفق تقديرات أولية، شارك في هذه التحركات نحو ألف شخص، وسط توقعات باتساع رقعة الاحتجاجات في الأيام المقبلة.