تداعيات المواجهة الإسرائيلية الإيرانيةخارج الصندوقخفايا وكواليسهيدلاينز

إيران والهجوم على قاعدة العديد: لماذا أخبرت قطر وأمريكا؟

خاص – نبض الشام

الهجوم الصاروخي الإيراني على قاعدة العديد الجوية في قطر، التي تضم قوات أمريكية، مثّل لحظة فارقة في تصعيد التوترات بين إيران والولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط، غير أن المفاجأة الكبرى لم تكن في توقيت الهجوم أو نوعية السلاح المستخدم، بل في حقيقة أن إيران أبلغت واشنطن والدوحة مسبقا. فما السبب وراء هذه الخطوة غير المألوفة في السياق العسكري؟ وما أهداف إيران من هذا التصرف؟

هل أبلغت إيران فعلاً؟
نقلت وكالات أنباء موثوقة مثل “رويترز” و”فوكس نيوز” أن إيران قدّمت إنذاراً مبكراً قبل شن الهجوم على القاعدة الأمريكية في قطر، كذلك، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن طهران أبلغت مسبقاً، مشيرا إلى أن ذلك سمح بتجنب وقوع إصابات بين الجنود.

إخلاء القاعدة
صور الأقمار الصناعية الملتقطة بتاريخ ١٩ حزيران الجاري أظهرت مدارج قاعدة العديد خالية تقريبا من الطائرات، ما يعني أن الولايات المتحدة سحبت جزءا كبيرا من أسطولها الجوي قبل الهجوم، مسؤولون في وزارة الدفاع أكدوا أن هذه الخطوة جاءت ضمن خطة لحماية الأصول الأمريكية تحسباً لأي رد إيراني.

لماذا أخبرت إيران قطر وأمريكا؟
السبب الرئيس خلف هذه الخطوة يمكن قراءته من زاويتين:
الأولى، توجيه رسالة دون التصعيد الكامل: إيران أرادت توجيه رسالة رد قوية على قصف منشآتها النووية دون التسبب في مقتل جنود أمريكيين، وهو ما قد يؤدي إلى حرب شاملة. بعبارة أخرى، الإنذار المسبق كان وسيلة لحفظ ماء الوجه أمام شعبها، دون تجاوز الخطوط الحمراء مع واشنطن.

في حين أن الزاوية الثانية، تكمن في الحفاظ على العلاقات الإقليمية: إيران لا ترغب في توسيع رقعة الصراع لتشمل قطر، خاصة أن العلاقة بين البلدين ليست متوترة، بل تتسم بالتوازن. إعلام الدوحة مسبقا يمكن تفسيره كرسالة دبلوماسية مفادها أن الصواريخ تستهدف الولايات المتحدة فقط، وليس الدولة المضيفة.

رد الفعل
واشنطن قللت من شأن الهجوم، وترامب وصفه بـ”الضعيف جدا”، في إشارة إلى إسقاط أغلب الصواريخ،  كما أكد أن الولايات المتحدة لم تفاجأ، ما يعزز رواية الإنذار المسبق، في المقابل، لم تُستهدف أي قواعد أمريكية أخرى في الشرق الأوسط، ما يدل على أن طهران أرادت الهجوم أن يكون محدوداً ومحسوباً.

ما حدث في قاعدة العديد ليس مجرد هجوم صاروخي عابر، بل خطوة محسوبة ضمن لعبة توازن معقدة، إيران أرادت أن ترد لكنها لا ترغب في الحرب، والإبلاغ المسبق للولايات المتحدة وقطر كان قراراً استراتيجياً، يعكس عقلانية سياسية تهدف إلى إظهار القوة من دون التصعيد، في منطقة متقلبة، تبدو كل رسالة محسوبة بدقة، وكل صاروخ يحمل أكثر من مجرد بارود.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى