بوصلة الشامتقاريرنبض خاصهيدلاينز

الشراكة الإنسانية في سوريا.. وجرس الإنذار

خاص – نبض الشام

في سوريا، البلد الذي أنهكته الحرب وأثقلته التحديات الاقتصادية، يبرز دور المنظمات الإنسانية كعامل دعم لا غنى عنه، إذ تساهم هذه المنظمات في تقديم الإغاثة وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وتخفف عن كاهل الحكومة عبء توفير كافة الاحتياجات في ظل الظروف الصعبة.
الحادثة الأخيرة التي تعرّضت لها إحدى سيارات منظمة الغذاء العالمية في محافظة درعا أعادت تسليط الضوء على أهمية حماية عمل هذه المنظمات وضمان بيئة آمنة لوجودها.

تنبيه 
تابعت محافظة درعا باهتمام بالغ الحادثة التي وقعت لإحدى سيارات منظمة الغذاء العالمية، وقد أكد المحافظ أنور طه الزعبي أن الحادثة لم تُسفر عن أي إصابات بين أفراد الطاقم، مشيراً إلى أن الأجهزة المختصة بدأت تحقيقاً فورياً في ملابسات ما جرى، واتخذت الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرارها.
هذا التحرك السريع يعكس وعي السلطات المحلية بأهمية الحفاظ على أمن المنظمات الإنسانية، ليس فقط من منطلق أخلاقي، بل أيضاً لضمان استمرار الخدمات الإغاثية التي يعتمد عليها عدد كبير من المواطنين.

المنظمات ومرحلة التعافي
المنظمات الدولية العاملة في سوريا، وعلى رأسها المنظمات الإغاثية، تقوم بدور لا يمكن الاستغناء عنه، فهي ترفد المجتمع بمواد غذائية، وخدمات صحية، ومشاريع تعليم وتنمية، تلامس حياة المواطنين اليومية وتوفر مظلة حماية للفئات الأشد ضعفاً.
هذا الدور لا يخفف فقط من أعباء المواطنين الذين يرزحون تحت وطأة الأزمة المعيشية، بل يسهم أيضاً في تخفيف الضغط عن المؤسسات الحكومية، ما يسمح لها بالتركيز على الخطط طويلة الأمد في مجالات إعادة الإعمار والاستقرار.

شراكة للنهوض
في تصريحاته الأخيرة، شدد محافظ درعا على التزام الحكومة المحلية الكامل بحماية وتأمين عمل المنظمات الإنسانية، وتوفير بيئة مستقرة وآمنة لأداء مهامها النبيلة، كما أشار إلى التقدير العميق الذي توليه المحافظة للدور الإنساني الحيوي الذي تقوم به هذه الجهات.
تلك التصريحات تعبّر عن إدراك متزايد لدى الجهات الرسمية بأن العلاقة مع المنظمات الدولية يجب أن تكون مبنية على الثقة والتنسيق المشترك، فالنهضة الوطنية المنشودة لا يمكن أن تُبنى فقط بجهود الدولة، بل تحتاج إلى تعاون الجميع، وفي مقدمتهم “شركاء الإنسانية”.

ركيزة إنسانية
تأمين عمل المنظمات الإنسانية في سوريا لم يعد ترفاً أو خياراً ثانوياً، بل هو ركيزة ضرورية لدعم عملية التعافي الوطني، ما حدث في درعا يجب أن يُنظر إليه كجرس إنذار لتعزيز حماية هذه المنظمات، ليس فقط من المخاطر الأمنية، بل أيضاً من البيروقراطية أو المعوقات الميدانية، فكل جهد إنساني يُبذل على الأرض هو خطوة في اتجاه الإعمار، وكل شراكة صادقة مع هذه المنظمات تعني تخفيف ألم وإنقاذ حياة، حماية المنظمات الإنسانية هي في النهاية، حماية للناس… وللوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى