راما دوجي: قصة فنانة سورية مسلمة أصبحت رمزاً للهوية المعاصرة
خاص – نبض الشام
فنانة تجمع بين الهوية والإبداع والروح
راما صواف دوجي، الفنانة السورية المقيمة في نيويورك، تُعدّ واحدة من أبرز الوجوه الفنية التي تمزج بين الفن والهوية والالتزام الديني في آنٍ واحد. ولدت في هيوستن عام 1997 لأبوين سوريين من دمشق، ونشأت بين الشرق والغرب، ما منحها نظرة عميقة للانتماء الثقافي والإنساني. في مسيرتها، نجحت في تحويل فنها إلى لغة مقاومة وتعبير عن الذات، متناولة قضايا المرأة والهوية والعدالة الاجتماعية، دون أن تتخلى عن جذورها الإسلامية التي تشكل مصدر إلهام دائم في أعمالها.
الهوية الدينية والجذور السورية
تنحدر راما دوجي من عائلة سورية مسلمة من دمشق، وتعتنق الإسلام بفخر واعتزاز. انعكس هذا الانتماء الروحي في حياتها الشخصية ومسيرتها الفنية، حيث تحرص على تقديم صورة المرأة المسلمة المثقفة والمنفتحة. زواجها من السياسي الأمريكي ذي الأصول الهندية زهران ممداني عام 2024 جرى وفق الشريعة الإسلامية، وتبعه حفل زفاف مدني في نيويورك عام 2025، في تعبير رمزي عن التوازن بين الأصالة والانفتاح الثقافي.
رحلة بين الشرق والغرب
قضت راما طفولتها الأولى في هيوستن قبل انتقالها إلى دبي وهي في التاسعة من عمرها، حيث تابعت تعليمها الأساسي والثانوي. ثم التحقت بجامعة فرجينيا كومنولث للفنون في قطر قبل أن تكمل دراستها في الولايات المتحدة، وتحصل على درجة الماجستير في “الرسم التوضيحي كمقالة بصرية” من كلية الفنون البصرية في نيويورك. هذه الرحلة المتنوعة منحتها رؤية عابرة للثقافات، وساعدتها على توظيف الفن كجسر بين الشرق والغرب.
الفن كوسيلة للتعبير والمقاومة
تميّزت راما بأسلوب فني يجمع بين الرسم التوضيحي والخزف والفن المفاهيمي، حيث تجسّد في أعمالها قضايا الهوية والعدالة والشتات. وقد عرضت أعمالها في نيويورك، الدوحة، وبيروت، وتعاونت مع مؤسسات عالمية مثل:
The New Yorker – The Washington Post – BBC – Apple – Tate Modern – Cartier. من خلال هذه المنصات، استخدمت فنها كأداة مقاومة ثقافية لإعادة رسم صورة المرأة العربية والمسلمة في الغرب.
الفن كصوت للقضايا الإنسانية
منذ عام 2023، كرّست راما أعمالها لدعم القضية الفلسطينية، مقدّمة سلسلة من الرسوم التي تناولت معاناة المدنيين في غزة ومشاهد الأمهات والأطفال والبيوت المدمّرة. كما عبّرت عن تضامنها مع شعوب السودان وسوريا واليمن، مؤكدةً أن الفن بالنسبة لها ليس ترفاً بل “ضرورة إنسانية وشهادة على العصر”.
زواج يجمع الفن بالسياسة
بدأت قصة حب راما دوجي وزهران ممداني عام 2021 عبر تطبيق “Hinge”، لتتحوّل لاحقاً إلى زواج يجمع بين الفن والنشاط السياسي. ممداني، العضو في جمعية ولاية نيويورك، يُعرف بمواقفه التقدمية في قضايا المهاجرين والعدالة الاجتماعية، بينما لعبت راما دوراً في تصميم حملاته الانتخابية، ما جعل علاقتهما نموذجاً للتكامل بين الفن والالتزام الاجتماعي.
الفن مرآة للهوية والإيمان
تصف راما فلسفتها الإبداعية بأنها “الفن مرآة الروح”، وترى أن الإسلام يشكل مصدر إلهام جمالي وروحي في أعمالها. في مقابلاتها، أكدت أن كونها “امرأة مسلمة في مجتمع متعدد الثقافات” ليس عائقاً بل مصدر قوة، ما جعلها رمزاً للشباب العربي المسلم في المهجر الباحث عن التوازن بين الحداثة والإيمان.
إرث يتجاوز الحدود
اليوم تُعد راما دوجي من الأسماء البارزة في المشهد الثقافي الأمريكي، حيث تُشارك في منتديات حول الهجرة والتمثيل الثقافي والفن النسوي، وتُعرض أعمالها كمراجع أكاديمية في الجامعات الأمريكية. مشروعها الجديد يركّز على توثيق قصص النساء العربيات المهاجرات من خلال الفنون البصرية، في سعيٍ لإيصال صوت المرأة العربية المسلمة إلى العالم.
جسر بين الإيمان والإبداع
تُجسّد راما دوجي في حياتها ومسيرتها لقاء الشرق بالغرب، وتقدّم نموذجاً للمرأة المسلمة المبدعة في القرن الحادي والعشرين. ديانتها الإسلامية ليست حاجزاً بل بوصلتها الفنية، وفنها ليس مهنة بل رسالة للسلام والتقارب الإنساني. من دمشق إلى نيويورك، تواصل راما دوجي رسم ملامح جيلٍ جديد من الفنانين الذين يوظفون الإيمان والفن معاً لبناء عالم أكثر إنسانية وتفهماً.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”




