أخبــاربلاد المهجرخارج الصندوقسياسيات متناقضةهيدلاينز

موقف جديد: سياسة أمريكا المتأرجحة تجاه أوكرانيا

خاص – نبض الشام

حرصت الولايات المتحدة على تقديم نفسها كداعم رئيسي لكييف في مواجهة موسكو، سواء عبر الدعم السياسي أو العسكري. غير أنّ تطورات الأحداث الأخيرة، ولا سيما قرار تعليق إرسال مساعدات عسكرية محددة، تكشف عن سياسة أمريكية غير ثابتة، تتأرجح بين دعم أوكرانيا والانسحاب التدريجي من الالتزامات الدولية. هذا التبدل يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقة بين واشنطن وكييف، ودوافع إدارة الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب في التعامل مع هذا الملف الشائك.

موقف مفاجئ
أعلن البيت الأبيض وقف شحنات من الأسلحة والذخائر إلى أوكرانيا، من بينها صواريخ «باتريوت» وأنظمة دفاعية دقيقة التوجيه. القرار جاء بعد مراجعة أعدّتها وزارة الدفاع، وانتهت إلى أن المخزونات الأمريكية من هذه المعدات أصبحت منخفضة للغاية. هذا التعليق يطرح تحديات كبيرة أمام أوكرانيا، خاصة في ظل الهجمات الروسية المتواصلة.

نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، صرّحت بأن القرار اتُّخذ بعد تقييم شامل لمصالح الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنّ «أمن أميركا يأتي أولاً». وأكدت كيلي في لهجة دفاعية أن الجيش الأمريكي لا يزال محتفظاً بقوّته الرادعة، مستشهدة بضربات جوية استهدفت مواقع في إيران.

رسائل ضمنية
رغم أنّ القرار قُدّم باعتباره خطوة داخلية متعلقة بإدارة الموارد، إلا أنّ التوقيت والسياق يثيران شكوكاً حول الأهداف الحقيقية. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها أداة ضغط على كل من موسكو وكييف لدفعهما نحو مفاوضات سلام.

ترامب عبّر في مناسبات متعددة عن رغبته في تقليص التورط الأمريكي في الصراعات الخارجية، ما يعزز الانطباع بأن هذا التغيير جزء من استراتيجية أوسع للانسحاب التدريجي.

من الواضح أن الرسالة الأمريكية مزدوجة: من جهة تُعلن واشنطن عن استمرار دعمها لأوكرانيا، ومن جهة أخرى تعرقل وصول وسائل هذا الدعم الحيوي. هذا التذبذب يضعف ثقة الشركاء الأوروبيين ويقوّض صمود كييف في مواجهة التحديات الميدانية.

الانعكاسات
هذا القرار ليس بلا ثمن، سواء على الصعيد الداخلي أو الدولي. في الداخل الأمريكي، يواجه الرئيس ترامب انتقادات من دوائر ترى أن الخطوة تمسّ بمصداقية الولايات المتحدة كحليف يمكن الاعتماد عليه. أما في الخارج، فقد يجد الحلفاء في أوروبا أنفسهم مضطرين إلى ملء الفراغ الأمريكي، ما يزيد الضغوط على ميزانياتهم ودفاعاتهم.

من جهة أخرى، قد تستغل روسيا هذا التراجع لتعزيز مكاسبها على الأرض، مدفوعة بقراءة أنّ الغرب بات أقل التزاماً مما كان في السابق. مثل هذا التحول قد يُعيد رسم ملامح النزاع ويطيل أمده.

تحول واضح
السياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا تمرّ بتحول واضح، يكشف عن نهج جديد يسعى لتحقيق توازن بين المصالح الوطنية والانخراط الدولي. تعليق شحنات الأسلحة مؤشر على أن إدارة دونالد ترامب لا تنظر إلى النزاع الأوكراني بنفس العين التي نظرت بها الإدارات السابقة. وبينما تحاول واشنطن إعادة ترتيب أولوياتها، يبقى مصير كييف معلقاً بسياسات متبدلة، لا تقطع وعداً ثابتاً ولا تسير على نهج مستقر.

متابعة أسرة تحرير نبض الشام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى