ما دوافع لقاء زعيم المعارضة الإسرائيلية مع قادة الإمارات؟

خاص – نبض الشام
في خضم تعقيدات المشهد الإقليمي، جاءت زيارة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إلى الإمارات بشكل مفاجئ، حاملةً تساؤلات عديدة حول أهدافها وتوقيتها.
اللقاء مع الرئيس محمد بن زايد ومسؤولين إماراتيين لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل تضمن نقاشاً حساساً حول ملف غزة وتطورات الوضع الإقليمي. فهل تمهد هذه الزيارة لمرحلة جديدة؟ أم أنها محاولة إسرائيلية للالتفاف على مأزق سياسي داخلي؟
دوافع الزيارة
زيارة لبيد تمت دون إعلان مسبق، ما يطرح تساؤلات حول طبيعة الرسائل التي حملها إلى أبوظبي، هل سعى للحصول على دعم إقليمي لطرح بديل سياسي داخل إسرائيل؟ أم أراد إرسال إشارة غير مباشرة لحكومة بنيامين نتنياهو بأن هناك قنوات حوار خارج دائرة السلطة الحالية؟
لبيد أشار إلى مناقشة قضية المختطفين، ما يعكس اهتماماً شعبياً متزايداً بملف الأسرى، وربما رغبة في الضغط على الحكومة الحالية لاتخاذ موقف أكثر مرونة في مفاوضات تبادل الأسرى.
السياق الإقليمي
الحديث عن قرب إعلان وقف إطلاق النار في غزة يتزامن مع تكثيف الاتصالات بين أطراف متعددة. الإعلام الإسرائيلي تحدث عن استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للإعلان عن الاتفاق خلال لقائه مع نتنياهو، ما يفتح باب التكهنات حول دور الإمارات في تسهيل هذا التفاهم، فهل كانت زيارة لبيد جزءاً من ترتيبات سياسية تشمل أكثر من طرف؟
اللقاء تزامن مع موافقة نتنياهو على مقترح قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار، بانتظار رد من حركة حماس. ما يشير إلى أن المشهد يتحرك في اتجاه حاسم، قد يحمل في طياته تحولاً في قواعد اللعبة.
الشق الداخلي الإسرائيلي
المعارضة الإسرائيلية، وعلى رأسها لبيد، ترفض استمرار الحرب، وترى فيها وسيلة لبقاء نتنياهو في السلطة، عائلات الأسرى تتهم رئيس الوزراء بتغليب مصالحه على المصلحة الوطنية. في هذا الإطار، تبدو زيارة لبيد خطوة لتقديم رؤية بديلة، وربما لاستعراض جاهزيته لتولي دور قيادي في مرحلة ما بعد الحرب.
هل يمكن أن تؤثر هذه التحركات على مستقبل المشهد السياسي الإسرائيلي؟ وهل تستعد الإمارات للعب دور الوسيط النشط بين الأقطاب المتصارعة؟
احتمالات
زيارة لبيد إلى الإمارات تفتح الباب أمام العديد من الاحتمالات، وتسلط الضوء على تشابك المصالح بين الداخل الإسرائيلي والساحة الإقليمية، لا يمكن فصل هذه الخطوة عن التوقيت الحساس الذي يشهده الملف الفلسطيني، خاصة مع تصاعد الضغوط لوقف الحرب. السؤال الأكبر يبقى: هل نعيش مقدمات تسوية قادمة؟ أم أن المشهد يحمل في طياته جولة أخرى من التعقيد والتصعيد؟
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”