
أظهرت دراسة سريرية جديدة أن تناول المانجو يوميًا قد يعود بفوائد ملحوظة على صحة القلب والتمثيل الغذائي لدى النساء بعد انقطاع الطمث، وهي فئة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب نتيجة التغيرات الهرمونية، وقد نُشرت الدراسة في مجلة الجمعية الأمريكية للتغذية، وشملت نساءً تتراوح أعمارهن بين 50 و70 عامًا، كنّ يعانين من زيادة في الوزن أوالسمنة ، لكنهن كنّ يتمتعن بصحة عامة جيدة.
وخلال فترة التجربة التي امتدت لأسبوعين، تناولت المشاركات 330 غرامًا من المانجو يوميًا، مقسمة على وجبتين صباحًا ومساءً، فيما قام الباحثون بقياس مؤشرات صحية رئيسية مثل ضغط الدم، ومستويات الكوليسترول، وسكر الدم.
انخفاض ملحوظ
أظهرت النتائج تحسنًا واضحًا في مؤشرات صحة القلب بعد ساعات قليلة من تناول المانجو. فقد انخفض ضغط الدم الانقباضي أثناء الاستلقاء بنحو 6 نقاط، كما تراجع متوسط الضغط الشرياني، وسجّلت المشاركات أيضًا انخفاضًا في إجمالي الكوليسترول بنحو 13 نقطة، إضافة إلى انخفاض مماثل في مستوى الكوليسترول الضار (LDL).
ويعزو الباحثون هذه النتائج إلى التركيبة الغذائية للمانجو، الغنية بالبوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران يساعدان على تنظيم ضغط الدم، وتحتوي المانجو على مركبات نشطة حيويًا مثل “مانجيفيرين” و”كيرسيتين”، يُعتقد أنها تساهم في تقليل الالتهابات في الأوعية الدموية.
نتائج واعدة
وأُجريت دراسة متابعة أصغر شملت ست مشاركات لفحص تأثير المانجو على التمثيل الغذائي للغلوكوز، وقارن الباحثون بين استجابات الجسم للسكر والأنسولين بعد تناول المانجو مقابل تناول الخبز الأبيض.
وتبيّن أن ارتفاع سكر الدم كان أقل بشكل ملحوظ بعد تناول المانجو، كما كانت استجابة الأنسولين أكثر كفاءة، حيث بلغ ذروته وانخفض بسرعة، أما بعد تناول الخبز، فقد بقيت مستويات الأنسولين مرتفعة لمدة ساعتين.
وقالت الدكتورة روبرتا هولت، المؤلفة المشاركة في الدراسة: “تُعزز هذه النتائج الأدلة المتزايدة على أن المانجو قد تدعم صحة القلب والتمثيل الغذائي، وبالنسبة للنساء بعد انقطاع الطمث، وكذلك لمن يهتمون بصحة القلب والتمثيل الغذائي، فإن المانجو تُعد خيارًا طبيعيًا غنيًا بالمغذيات وبديلًا عن السكريات المضافة لتعزيز الصحة العامة.“
إضافة غذائية
تشير الدراسة إلى أن التغييرات البسيطة في النظام الغذائي، حتى على المدى القصير، قد تُحدث تأثيرًا إيجابيًا على صحة النساء بعد انقطاع الطمث، ورغم أن الكمية المستخدمة في الدراسة كانت كبيرة نسبيًا، إلا أن النتائج تُبرز المانجو كخيار عملي وسهل يمكن دمجه في النظام الغذائي اليومي، سواء طازجة أو مجمدة، وفي أطباق مثل السموثي أو الزبادي أو كوجبة خفيفة.
الحاجة لمزيد من الأبحاث
ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن حجم العينة كان صغيرًا، 24 مشاركة في الدراسة الأساسية و6 في الدراسة المكملة، ما يجعل النتائج أولية فقط، وتُظهر الدراسة وجود ارتباط، وليس علاقة سببية مؤكدة، ما يتطلب إجراء تجارب أوسع لتأكيد الفوائد وتحديد الكمية والتكرار الأمثل للاستهلاك.
ورغم ذلك، تسلط النتائج الضوء على الدور المحتمل للمانجو في التعامل مع تحديات صحية شائعة لدى النساء بعد انقطاع الطمث، مثل ارتفاع ضغط الدم والكوليسترول واضطراب سكر الدم، وحتى تكتمل الأبحاث في هذا المجال، يبقى إدراج المانجو ضمن النظام الغذائي خيارًا صحيًا ولذيذًا.