مجتمع نبضمنوعات

شلل في مطار هيثرو.. عطل قديم يُفجّر أزمة حديثة

في تطور صادم، كشف تقرير رسمي أن الانقطاع الكهربائي الهائل الذي شلّ مطار هيثرو في مارس الماضي، كان سببه عطل تم رصده منذ عام 2018، لكن لم يُتخذ حياله أي إجراء.

الحادث الذي وصف بـ”الفشل الكارثي” وقع داخل محطة فرعية للكهرباء تخدم أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، حيث أدى تراكم الرطوبة داخل عازل كهربائي يُعرف بـ”البوشينغ” إلى اشتعال الزيت المستخدم في التبريد، ما تسبب في اندلاع حريق هائل، بحسب ما ذكرته “بلومبرغ”، واطلعت عليه “العربية Business”.

والمفاجأة أن شركة “ناشونال غريد” كانت قد اكتشفت هذا الخلل قبل 7 سنوات، لكنها تجاهلت تحذيراتها الداخلية التي صنّفت العطل على أنه “خطر وشيك” يستوجب الاستبدال الفوري، بحسب مراجعة أجراها مشغل نظام الطاقة الوطني في بريطانيا (NESO).

فتحت الهيئة المنظمة للطاقة في بريطانيا (Ofgem) تحقيقاً مستقلاً في أداء “ناشونال غريد”، وسط دعوات لتعزيز البنية التحتية للطاقة بعد الحريق الذي وقع في 21 مارس، وتسبب في شلل تام لحركة السفر، وأثر على مئات الآلاف من المسافرين.

ولم يتوقف الإهمال عند هذا الحد، إذ كشف التقرير أن نظام إخماد الحرائق في الموقع كان معطلاً منذ عام 2022، دون أن تحرّك الشركة ساكناً.

وزير الطاقة البريطاني إد ميليباند وصف التقرير بأنه “مقلق للغاية”، فيما أعلنت “ناشونال غريد” دعمها الكامل للتوصيات، وتعهدت بالتعاون مع التحقيقات الجارية.

من جهته، أشار مطار هيثرو إلى أن الخلل يكمن في تقصير “ناشونال غريد”، لكنه شدد على أنه “لا يسعى لإلقاء اللوم” بل لتفادي تكرار الكارثة.

التقرير أشار أيضاً إلى ثغرة خطيرة في النظام، حيث لا تملك شركات الطاقة معلومات دقيقة حول ما إذا كانت المنشآت التي تخدمها تُعد من البنى التحتية الحيوية، كما لا توجد أي التزامات قانونية لضمان وجود مصادر طاقة احتياطية لهذه المواقع.

وبدأت الحكومة البريطانية بالفعل العمل على إيجاد حل لهذه الفجوة التنظيمية، في محاولة لتفادي تكرار سيناريو “هيثرو” مستقبلاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى