خارج الصندوقخفايا وكواليسنبض الساعةهيدلاينز

صراع السلطة والمال: ما وراء الخلاف بين ترامب وماسك؟

خاص – نبض الشام

شهدت الساحة السياسية والاقتصادية الأمريكية في الأيام الأخيرة تصاعداً دراماتيكياً في التوتر بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ورجل الأعمال والملياردير إيلون ماسك، في خلاف لم يعد يقتصر على تبادل الآراء، بل اتخذ منحى علنياً عبر منصات التواصل الاجتماعي، مهدداً بتداعيات واسعة على الاقتصاد الأمريكي.

بداية الخلاف
بدأ الخلاف في أواخر أيار الماضي، عندما أعلن ماسك استقالته من منصبه ضمن “هيئة الكفاءة الحكومية” التابعة لإدارة ترامب، وهو ما مثّل الشرارة الأولى في سلسلة من التوترات بين الطرفين.

لم تمضِ أيام قليلة حتى بدأ ماسك بتوجيه انتقادات لاذعة لمشروع قانون خفض الضرائب والإنفاق الذي أعلنه ترامب، واصفاً إياه بـ”المقزز”، محذراً من أنه سيزيد من الدين القومي الأمريكي الذي بلغ 36.2 تريليون دولار، كما انتقد الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، معتبراً أنها ستدفع الاقتصاد إلى ركود وشيك.

ردود الفعل
ترامب الذي التزم الصمت في البداية، خرج عن هدوئه بتصريح في الخامس من أيار الماضي، أشار فيه إلى أنه كانت له علاقة جيدة بماسك، لكن هذه العلاقة ربما أصبحت من الماضي، رد ماسك جاء سريعاً، مؤكداً أن دعمه المالي لحملة ترامب بلغ نحو 300 مليون دولار، وأن هذا الدعم كان حاسماً في فوز ترامب بالانتخابات.

تبادل التصريحات تصاعد بشكل حاد، هدد ترامب بإلغاء العقود الحكومية والدعم المقدم لشركات ماسك، واصفاً ذلك بـ”الطريق الأسهل لتوفير أموال الميزانية”، جاء الرد من ماسك عبر منصة “إكس”، عندما أيّد تغريدة تطالب بعزل ترامب من منصبه.

انعكاسات اقتصادية
التوتر لم يبقَ محصوراً بالتصريحات، بل انعكس مباشرة على الأسواق المالية، بدأت أسهم شركة “تسلا”، التابعة لماسك، بالانخفاض الحاد لتغلق على تراجع بنسبة 14.3%، مما أدى إلى خسارة حوالي 150 مليار دولار من القيمة السوقية للشركة، تُعدّ هذه الخسارة الأكبر في تاريخ الشركة خلال يوم واحد، وفقاً لوكالة “رويترز”.

شركة “سبيس إكس” التي يديرها ماسك وتلعب دوراً محورياً في برنامج الفضاء الحكومي، كانت أيضاً على وشك أن تتأثر بالتصعيد، إذ أعلن ماسك عزمه إيقاف تشغيل مركبة “دراغون” الفضائية، لكنه تراجع لاحقاً، مؤكداً استمرارية التعاون لتفادي شلّ العمليات في محطة الفضاء الدولية.

علاقات وثروات
اللافت أن العلاقة بين الطرفين لم تكن دائماً بهذا التوتر، ماسك كان أحد الداعمين البارزين لترامب خلال الانتخابات، ما أدى إلى ارتفاع ثروته الصافية بمقدار 26 مليار دولار بعد فوز ترامب، لتصل إلى 290 مليار دولار، حسب وكالة “بلومبيرغ”، كما لعب دوراً مؤثراً كمستشار في إدارة ترامب، واستثمر في حملات حرية التعبير ودعم الحقوق الدستورية بملايين الدولارات.

لكن، ورغم الروابط السابقة، فإن المصالح الاقتصادية الهائلة لماسك، من السيارات الكهربائية والصواريخ إلى رقائق الدماغ، تجعل من علاقته مع أي إدارة أمريكية قضية محكومة بالتوازن الدقيق بين السياسة والربح، هذا ما يفسر التصعيد الكبير في حال شعوره بأن تلك المصالح مهددة.

يبقى السؤال الأهم: هل سيقود هذا الخلاف إلى قطيعة نهائية، أم أن البراغماتية التي تجمع بين الطرفين ستفتح باب المصالحة في المستقبل؟

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى