سوريا في مواجهة السموم البيضاء: معركة بلا هوادة

خاص – نبض الشام
تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، أكّد وزير الداخلية السوري أنس خطاب التزام الوزارة الحازم بمواصلة الجهود ضد آفة تهدد أمن المجتمع وسلامة أفراده، وعلى رأسهم الشباب، هذه الظاهرة التي تفاقمت بفعل الأزمات والحروب ليست مجرد مشكلة أمنية بل معركة شاملة تمسّ حاضر الوطن ومستقبله.
لا تراجع
صرّح الوزير السوري، أن مكافحة المخدرات جزء من مسؤولية وطنية متكاملة، ودعا المجتمع المدني والأهالي إلى الوقوف جنباً إلى جنب مع الأجهزة المختصة، لم تعد الحرب على المخدرات محصورة في أروقة الأمن، بل تحوّلت إلى واجب أخلاقي يعكس وعي المجتمع وإصراره على حماية أجياله.
أزمة ما بعد الحرب
الشباب السوري الذي خرج من سنوات الحرب مثقلاً بالضغوط النفسية والمعيشية، أصبح عرضة لاستهداف العصابات التي تستغل هشاشته، غياب الأفق وانعدام فرص العمل جعلا بعضهم فريسة سهلة لمروجي المخدرات الذين يبيعون الوهم تحت مسميات الراحة والنسيان، هنا تظهر الحاجة الماسّة لتدخّل مجتمعي شامل يدمج التوعية مع الدعم النفسي والاجتماعي.
المعركة لا تُحسم بالقوة فقط، بل تتطلب بناء وعي مجتمعي يمتد من المدارس إلى المنصات الرقمية، فعلى الإعلام والمؤسسات التعليمية والدينية أن تلعب دوراً فاعلاً في فضح مخاطر المخدرات، وتقديم نماذج بديلة تساعد الشباب على الانخراط في بيئات صحية آمنة، لا بدّ من تحويل شعار “مكافحة المخدرات” إلى ثقافة وسلوك عام يشترك فيه الجميع.
مع السعودية: ضربة موجعة لتجار الكبتاغون
في خطوة تؤكد التنسيق العربي في مواجهة شبكات التهريب، نفذت سوريا والسعودية عملية نوعية قبل يومين أسفرت عن كشف شبكة دولية تتاجر بمادة الكبتاغون. هذه العملية عززت الثقة في قدرة الأجهزة على تتبّع الخيوط العابرة للحدود وضرب منابع الخطر، وبيّنت أن التعاون الإقليمي هو مفتاح أساسي لنجاح المواجهة.
ما تواجهه سوريا من تحديات في هذا الملف يتطلب من كل فرد أن يدرك خطورة التهاون مع هذه الآفة، الحرب على المخدرات ليست اختياراً بل مصيراً، ومعركة الوعي لا تقل أهمية عن أي مواجهة ميدانية، فالمجتمع اليقظ هو الدرع الأول لحماية الوطن من الانهيار الأخلاقي والصحي والاقتصادي.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”