بوصلة الشامتقاريرنبض الساعةنبض خاصهيدلاينز

“الفخ القاتل” في دير الزور.. حكاية الصيف المأساوية

خاص – نبض الشام

مشهد مأساوي اعتاد عليه أهالي دير الزور حتى بات جزءاً من ذاكرتهم الصيفية، نهر الفرات، الذي يُفترض أن يكون رمزاً للحياة والخير، يتحول مع كل صيف إلى فخ قاتل يلتهم العشرات من أرواح الأطفال والشبان، دون أن تُتخذ إجراءات حقيقية تمنع هذه الكارثة الموسمية.

متنفس.. ثمنه الحياة
مع بداية فصل الصيف، ترتفع درجات الحرارة بشكل كبير، ويترافق ذلك مع انقطاع طويل للتيار الكهربائي، ما يدفع الأهالي، وخاصة الأطفال والشبان، للبحث عن متنفس يخفف عنهم وطأة الحرّ، فلا يجدون سوى مياه نهر الفرات ملاذاً للهروب من لهيب الطقس، لكن هذا الهروب يتحول في كثير من الأحيان إلى كارثة تنتهي بالغرق والموت.

معظم حالات الغرق تكون نتيجة الجهل بطبيعة النهر الخطرة، فهناك مناطق من نهر الفرات تصل أعماقها إلى أكثر من 30 متراً، وتتميز بسرعة جريان المياه فيها، إضافة إلى وجود أسلاك معدنية وطحالب كثيفة تعيق حركة السباحة. والأخطر من ذلك، اندفاع البعض لمحاولة إنقاذ الغرقى من دون معرفة بأساليب الإنقاذ، ما يؤدي إلى فقدان شخصين أو أكثر دفعة واحدة.

إهمال مستمر
رغم أن هذه الحوادث تتكرر كل صيف، إلا أنّ الحلول الجادة لاتزال غائبة، من غير الممكن منع الأهالي من السباحة نهائياً، فالنهر يمتد على مساحات واسعة، ولكن يمكن تقليل هذه المآسي عبر تنظيم أماكن السباحة، ومنعها في المناطق الخطرة، مع وضع لافتات تحذيرية واضحة وتنفيذ حملات توعوية دورية.

من الضروري على الجهات المعنية كفريق الدفاع المدني، والبلديات، والمنظمات المحلية، أن تتكاتف جهودها لوضع حد لهذه الظاهرة، كما يجب على الأهالي التعاون بشكل فعّال، من خلال مراقبة أطفالهم، وتوعيتهم بمخاطر السباحة في المناطق العميقة أو غير المخصصة لذلك. فالحفاظ على الأرواح مسؤولية مجتمعية قبل أن تكون رسمية.

قدر.. ولكن!
ما يحدث على ضفاف نهر الفرات ليس قدراً لا مفر منه، بل نتيجة إهمال وتقصير يمكن معالجتهما، أرواح الأبرياء ليست مجرد أرقام تُسجَّل في سجلات فوج الإطفاء، بل أحلام ومستقبل يُفقد كل صيف، آن الأوان أن تتحول هذه الحكاية المتكررة إلى حكاية وعي ومسؤولية، نضع فيها حداً لهذا المسلسل المأساوي الذي لا يجب أن يُعرض مجدداً.

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى