السبب وراء الهجوم الإسرائيلي على إيران

خاص – نبض_الشام
تأتي الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على إيران في لحظة دقيقة تمر بها طهران بواحدة من أضعف مراحلها عسكريا واقتصاديا منذ عقود، ورغم أن تل أبيب تبرر هجماتها بأنها رد دفاعي على تهديدات صاروخية إيرانية، إلا أن المتابعين يرون في هذه التحركات أبعاداً أعمق تتجاوز مجرد المواجهة العسكرية.
توقيت الهجوم
اختارت إسرائيل توقيتاً حساساً لتوجيه ضرباتها، إذ تواجه إيران عزلة دولية متزايدة بسبب عدم تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعقوبات اقتصادية خانقة، بالإضافة إلى إضعاف نفوذها الإقليمي بعد تلقي وكلائها – وعلى رأسهم حزب الله- ضربات موجعة، هذا السياق وفّر بيئة خصبة لتوجيه ضربة نوعية قد لا تستطيع إيران الرد عليها بشكل مباشر.
الضربات المتبادلة بين إيران وإسرائيل فتحت فصلا جديدا من التصعيد في الشرق الأوسط، إذ إن إسرائيل ضربت منشآت إيرانية لإنتاج الصواريخ والدفاعات الجوية، بينما ردت طهران بإجراءات نووية استفزازية شملت تركيب أجهزة طرد مركزي وتدشين مركز تخصيب جديد، هذا التوتر المتصاعد دفع المراقبين للتحذير من حرب إقليمية شاملة، قد تكون إسرائيل تسعى لتوريط خصومها فيها.
الأهداف الحقيقية لإسرائيل
على الرغم من تبريرات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الهجوم يستهدف البرنامج النووي الإيراني، فإن مراقبين يرون دوافع أعمق، فالخبير الروسي أندريه أونتيكوف يؤكد أن طهران لا تمتلك حالياً القدرة الكافية لإنتاج أسلحة نووية، ما يعني أن الحديث عن التهديد النووي قد يكون مجرد غطاء لأهداف سياسية داخلية.
نتنياهو، المحاصر بالأزمات السياسية والاحتجاجات الشعبية، قد يسعى لتوجيه الأنظار بعيداً عن إخفاقاته في غزة عبر فتح جبهة جديدة مع إيران، ما يسمح له بكسب الوقت والحفاظ على موقعه في السلطة وسط ضغط داخلي متزايد.
يبقى الهجوم الإسرائيلي على إيران جزءا من صراع أوسع للنفوذ في المنطقة، لكنه في الوقت ذاته يكشف عن استخدام السياسة الخارجية كأداة للهروب من الأزمات الداخلية، في ظل هذا التصعيد، يبقى السؤال مفتوحاً: إلى أين يتجه الشرق الأوسط في ظل اشتداد الصراعات وتزايد التدخلات الدولية؟
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”