تريندمنوعات

مي حريري :ممنوع الغلط معي بعد اليوم

تشعر خلال محاورة مي حريري بأنها أصبحت أكثر نضجاً. امرأة صلبة علّمتها تجاربها في الحياة أن تواجه بقوة. «بالتأكيد تجاربي في الحياة علّمتني الكثير. تجرّدت من طيبة كانت تغلب طبعي. ولن أسمح بعد اليوم لأحد بأن يغلط معي. لم تعد الكلمات المنمّقة ولا المعسولة تجذبني. اكتشفت بأن طيبة القلب هي نوع من (الهبل) للأسف. وصار عقلي هو الذي يقودني أكثر من قلبي ومشاعري. لن أكون بعد اليوم (مي أيام زمان)، فالحروب التي خضتها حصّنتني».

لا شك بأن مي واجهت حروباً كثيرة، بينها ما يتعلّق بحياتها الشخصية وأخرى كانت مهنية. فلماذا برأيها تشنّ عليها هذه الحروب؟ تردّ لـ«الشرق الأوسط»: «أعدّ نفسي فنانة جميلة وصوتي مقبولاً ولكنني عفوية وصريحة. وهذان الأمران يزعجان المنافقين في الساحة. ولذلك يشنون علي الحرب تلو الأخرى. اليوم أعتب على كثيرين غضوا النظر عن عودتي، ولكنهم بالأمس كانوا ينتظرون أي هفوة أقوم بها كي يتحدثوا عنها».

تقول إن غيابها عن الساحة لم يزعجها. فالاهتمام بعائلتها الصغيرة شكّل الأولوية لها. وفي الوقت نفسه تذكر لـ«الشرق الأوسط»: «ما ضايقني بالفعل هو كثرة طرح الأسئلة حول غيابي. كان عندي دائماً غصّة تتملّكني، لأن الغناء هو مصدر رزقي. ولكنني أعطيت كل وقتي لمن يستحقّه وهي ابنتي. فلست من نوع الأمهات اللاتي يستطعن أن يقفلن الباب وراءهن للاهتمام بأنفسهن».

تعرّضت كما تقول لتجارب كثيرة ظلمتها وتركت بأثرها السلبي عليها. وتستطرد: «ولكنها زادتني صلابة في الوقت نفسه. لست نادمة على هذا الغياب أبداً رغم اشتياقي الكبير لناسي وعالمي وأحبائي».

لن تعود مي حريري إلى لبنان نهائياً قبل أن تستقرّ أوضاعه تماماً. وترى أن وسائل التواصل الاجتماعي تقرّب المسافات. ولذلك ستستمر في إطلالاتها الغنائية ولو كانت مقيمة في لندن.

تحمل الفنانة حريري عتباً كبيراً على أهل الساحة الفنية في لبنان. «ما يزعجني هو عدم وجود الوحدة بيننا، ولا التكاتف والتشجيع. مع أن هذا الأمر موجود في ساحات عربية أخرى بشكل لافت. الجميع يقدّم مصلحته على غيره. فيفتحون النار على بعضهم البعض من دون خجل. ويحزنني هذا الأمر؛ لأن المحبّة تصنع النجاحات. ومهما أصاب البعض الغرور، فهو بالنهاية سيترك الدنيا من دون أن يأخذ منها شيئاً».

وتتساءل عن سبب عدم تقدير مواهب غنائية جديدة. وتشدد على أن الإنسان عندما يتخلّى عن غروره يتصالح مع نفسه ويلاقي السلام معها. «يستفزني الفنانون الذين يقلّلون من قدر هذه المواهب. فهل يريدون البقاء على كراسيهم للأبد؟ الفن ساحة واسعة مفتوحة أمام الجميع. وأنا شخصياً معجبة بالفنان الشامي، الذي حقق نجاحاً منقطع النظير، وأثبت مكانته الفنية بسرعة».
وعما إذا تراودها فكرة الانسحاب من الساحة يوماً ما، تردّ: «كل شيء ممكن و(كلو بوقتو حلو). ولكنني لا أزال أستمتع بمهنتي وأحب الغناء. ولكن وجودي اليوم على الساحة لا يشكّل أولوية عندي».

ومن مشاريعها المستقبلية إطلاق أغنية أخرى قريباً. وتختم: «هناك مشروع غير فني أعمل عليه أيضاً. وهو كناية عن تأسيس (براند) خاصة بي. لن تتعلّق بمساحيق التجميل. وسأعلن عنها في الوقت المناسب».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى