تريندمنوعات

ما هي المكاسب من رحيل نجم الأهلي السعودي؟

في عالم كرة القدم الذي يتسم بالحركة والتقلبات، قد يبدو رحيل اللاعب بحجم الموهبة التي بلغها الإسباني الشاب غابري فيغا إلى النادي الأهلي السعودي بمثابة خسارة كبيرة للوهلة الأولى، فاللاعب الذي التحق بـ”قلعة الكؤوس” قادمًا من سيلتا فيغو الإسباني، محملًا بآمال واسعة وطموحات جماهيرية ضخمة، لم يقدم حتى الآن الأداء المأمول الذي يتناسب مع الضجة التي سبقت قدومه.

ومع تزايد الأنباء حول اهتمام أندية أوروبية، أبرزها بورتو البرتغالي، بخدماته، فإن رحيله المحتمل، والذي قد يراه البعض نكسة، قد يحمل في طياته مكاسب استراتيجية هائلة للنادي الأهلي، قد تمهد الطريق نحو مستقبل أكثر إشراقًا وتحقيقًا للبطولات.
أولى هذه المكاسب، وأكثرها وضوحًا، تتمثل في الاستفادة المادية، فرغم أن الأندية البرتغالية مثل بورتو قد لا تكون معروفة بدفع مبالغ طائلة في سوق الانتقالات بشكل فوري، إلا أن بيع عقد فيغا سيوفر سيولة مالية عاجلة لخزينة النادي.

الأهم من ذلك، يمكن للإدارة الأهلاوية التفاوض بذكاء لإدراج بند “نسبة من إعادة البيع” في عقد انتقاله. هذا البند الاستراتيجي قد يتحول إلى منجم ذهب في المستقبل؛ فغابري فيغا لا يزال لاعبًا شابًا (23 عامًا في مايو 2025)، ويمتلك موهبة فطرية كبيرة كانت حديث الأوساط الكروية الأوروبية قبل انتقاله المفاجئ إلى السعودية.

وفي حال استعاد بريقه وتألق مع ناديه الجديد، فإن انتقاله لاحقًا إلى أحد كبار أندية أوروبا بمبلغ ضخم سيضمن للأهلي حصة مالية إضافية معتبرة دون بذل أي مجهود؛ ما يعزز الميزانية ويدعم خطط النادي المستقبلية، المكسب الثاني والذي لا يقل أهمية، هو تحرير مقعد لاعب أجنبي ثمين، في ظل لوائح وقوانين عدد اللاعبين الأجانب المحدود في الدوري السعودي للمحترفين، يمثل كل مقعد أجنبي استثمارًا يجب أن يحقق أقصى استفادة فنية للفريق.

ومع تراجع مستوى فيغا وعدم تقديمه الإضافة المرجوة التي تتناسب مع كونه لاعبًا أجنبيًا يشغل مكانًا حيويًا، فإن رحيله سيفتح الباب أمام الإدارة لتدعيم صفوف الفريق بلاعب أجنبي “أثقل” وأكثر تأثيرًا، هذا اللاعب الجديد يمكن أن يكون في مركز صناعة اللعب، أو مهاجمًا قناصًا، أو حتى مدافعًا صلبًا، حسب رؤية الجهاز الفني واحتياجات الفريق، خاصة مع تزايد التحديات في الموسم المقبل، سواء على الصعيد المحلي أو القاري.
يتصل المكسب الثالث بشكل مباشر بسابقه، وهو إعادة هيكلة الفريق وتدعيمه بعناصر أكثر فعالية للمنافسة على البطولات، رحيل فيغا، الذي لم ينسجم بالشكل الأمثل أو لم يقدم المردود المنتظر، يتيح الفرصة لإدارة النادي والجهاز الفني لإعادة تقييم الخيارات المتاحة، يمكن استغلال المقعد الأجنبي الشاغر والمقابل المادي من بيعه للتعاقد مع لاعب يمتلك خبرة أكبر، أو قدرات بدنية وفنية تتناسب بشكل أفضل مع طبيعة المنافسة في الدوري السعودي والتحديات الآسيوية.

قد يكون هذا التعاقد الجديد هو القطعة المفقودة التي يحتاجها الفريق لتقديم أداءً أكثر ثباتًا وقوة، والمنافسة بشراسة على جميع الألقاب، وهو ما يصب مباشرة في تحقيق الهدف الأسمى المتمثل في حصد المزيد من البطولات، أما المكسب الرابع، فيتمثل في تجنب الضغط السلبي وتحسين الأجواء داخل الفريق، عندما لا يقدم لاعب، خاصة إذا كان نجمًا أجنبيًا بقيمة فيغا، الأداء المتوقع، فإن ذلك قد يخلق نوعًا من الإحباط لدى الجماهير وربما داخل غرفة الملابس.

استمرار لاعب لا يؤدي بالشكل المطلوب قد يؤثر على الروح المعنوية للفريق، رحيله، وإن كان يبدو صعبًا، قد يساهم في تنقية الأجواء وإفساح المجال للاعبين آخرين للبروز، أو لقدوم عنصر جديد بحماس ورغبة في إثبات الذات؛ ما يرفع من مستوى التنافسية الإيجابية داخل الفريق ويعزز من لحمته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى