واشنطن تستعد لاختبار صاروخ بالستي عابر للقارات
أشارت تحذيراتٌ ملاحية إلى أن الولايات المتحدة تستعد لإجراء أول اختبار لصاروخ بالستي عابر للقارات من طراز “مينيوتمان 3″، عقب إعلان الرئيس دونالد ترامب استئناف التجارب النووية، في خطوة وُصفت بأنها عودة واضحة إلى منطق الحرب الباردة.
وفي خريطة حصرية لـ”نيوزويك”، فإن هذه التحركات الأخيرة كشفت أن التجربة ستنطلق من قاعدة “فاندنبرغ” في كاليفورنيا باتجاه جزر مارشال في المحيط الهادئ، في اختبار غير مسلح لكنه محمل بالرسائل السياسية والعسكرية.
من جانبها لم تعلق وزارة الدفاع الأمريكية على التفاصيل، لكن الخطوة جاءت بعد إعلان ترامب أن الصين وروسيا واصلتا تجاربهما النووية في وقتٍ تُبقي فيه واشنطن على تجميد جزئي لتلك الأنشطة منذ عقود.
ورغم توضيح وزير الطاقة كريس رايت أن التجارب لن تشمل تفجيرات نووية فعلية، فإن مجرد اختبار جميع مكونات السلاح عدا الرأس الحربي، يُعد تصعيداً تقنيّاً ذا مغزى إستراتيجي.
ومن الناحية التقنية، تمثل الصواريخ من طراز “مينيوتمان 3″، العمود الفقري للردع النووي الأمريكي، وهي جزء من المثلث النووي الذي يضم أيضاً الغواصات والطائرات الإستراتيجية.
وكشفت التقارير أن مدى هذه الصواريخ يبلغ أكثر من 6 آلاف ميل، وتُنشر في قواعد تمتد عبر ولايات كولورادو ومونتانا وداكوتا الشمالية، ورغم أن التجارب تُجرى بشكل دوري منذ عقود، فإن توقيت الإعلان الحالي يضفي عليها بعداً سياسيّاً جديداً بعد أوامر ترامب الأخيرة.
ومن اللافت أن هذه التجربة تأتي في ظل تصاعد التوترات النووية بين القوى الكبرى؛ فروسيا أجرت قبل أسابيع تجربة طوربيد نووي إستراتيجي، بينما استعرضت الصين صاروخاً جديداً قادراً على ضرب أي هدف في العالم.
وفي هذا السياق، يبدو أن واشنطن تسعى لتأكيد جاهزيتها واستمرارية تفوقها التقني، بالتوازي مع إرسال رسالة ردع مزدوجة إلى موسكو وبكين.
ويعتقد مراقبون أن هذه التجربة المنتظرة تُعيد للأذهان سباق التسلح النووي الذي طبع العقود الماضية، لكنها اليوم تأتي في عالم أكثر تعقيداً، حيث تتداخل الحسابات النووية مع التوازنات التكنولوجية والسياسية.
وبينما تصرّ واشنطن على أن الاختبار “روتيني”، فإن توقيته وموقعه يجعلان منه حدثاً مفصليّاً في إعادة رسم معادلة الردع النووي العالمي.




