تقاريرنبض الساعةنبض خاصهيدلاينز

مواجهة الكرامة أم الانسحاب؟ لبنان أمام اختبار الجنوب

خاص – نبض الشام

وسط تزايد الخروقات الإسرائيلية وتراجع دور اللجنة الخماسية، يواجه الجيش اللبناني اختباراً وجوديّاً: هل يردّ لفرض سيادة الدولة وحماية المدنيين، أم يتراجع لتجنّب مواجهة مفتوحة؟ الموقف الرسمي الراهن يعبّر عن إدراك للحظة حساسة قد تعيد رسم المعادلات على الحدود الجنوبية.

موقف رئاسي واضح: دفاع عن السيادة
دعا رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون قائد الجيش رودولف هيكل إلى التصدي لأي توغل إسرائيلي بعد توغل في بلدة بليدا أسفر عن قتيل مدني، وتبعه قصف جوي استهدف مناطق عدة بزعم استهداف بنى تحتية وعناصر مسلحة. هذا التوجيه الرئاسي مثل رسالة شعبية وسياسية لطمأنة الشارع وتعزيز دور المؤسسة العسكرية.

واشنطن واللجنة الخماسية: غياب الضغوط
محلّلون لبنانيون يؤكدون أن الولايات المتحدة لم تمارس ضغوطاً ملموسة على إسرائيل لوقف الخروقات، وأن تصريحات المبعوثين الأمريكيين أوحت بعدم إمكانية لجم تل أبيب، ما أجّج نقاشاً حول مصداقية آليات الضبط الدولية والإقليمية المعنية.

تهدئة داخلية ومناورات سياسية
اعتبر المحلل رياض عيد الموقف الرئاسي خطوة مطمئنة داخلياً، إذ طمأنت قواعد المقاومة والجنوب وساعدت في احتواء توتر الشارع. في المقابل، ثمة من يعبّر عن قلق من محاولات جهات خارجية أو داخلية استثمار الخروقات لخلق فتنة أو دفع الجيش إلى مواجهة مع حزب الله.

اختياران واضحان: المواجهة أو الانسحاب
الخبير العسكري عبد الرحمن شحيلتي يحذّر من أن استمرار الخروقات دون إعادة تعريف مناطق العمليات يجعل التصادم وارداً. ويصف المشهد بثنائية صارخة: إما أن يفرض الجيش سيادته بمواجهةٍ عسكرية، أو ينسحب لتفادي حرب دولة-دولة، ما قد يحرر لإسرائيل فضاءً أوسع للعمل.

دروس من الميدان: احتمالات التصعيد قائمة
استشهاد شحيلتي بحوادث سابقة (مثل إطلاق نار في العديسة بعد تحرك إسرائيلي منفرد) يذكّر بأن أي احتكاك قد يتسرع نحو مواجهة شاملة إذا تكرر خرق التنسيق أو انتفى دور آليات الرقابة. وهو يحمّل أيضاً واشنطن مسؤولية فشل ضبط التصعيد.

الشارع يتضامن: «نحن مع الجيش»
تدفقت رسائل دعم شعبية قوية للجيش والرئاسة على منصات التواصل، تعكس رغبة واسعة بالتصدي للدخولات الإسرائيلية. تعليقات مؤيدة وصلت حدّ التعهد بالوقوف كـ«دروع بشرية» إلى جانب المؤسسة العسكرية، مؤشّرة إلى ارتفاع منسوب التعبئة والتلاحم الشعبي عند حدود الوطن.

مفترق الجنوب ــ بين السيادة والمخاطر
الجنوب اللبناني يقف اليوم عند مفترق حاسم: خيارٌ يفرض استعادة السيادة والدفاع عن الأرض والكرامة، مقابل خيار تجنّب الانزلاق إلى حرب شاملة قد تكلف لبنان ثمناً باهظاً. القرار العسكري والسياسي المقبل لن يكون محليّاً فقط؛ تأثيره سيمتد إلى الموقف الإقليمي والدور الأميركي وآليات الضبط الدولية. من هنا تبرز الحاجة إلى قراءة دقيقة للتوازنات، وضمانات دولية تمنع أن يتحوّل كل خرقٍ إلى ذريعة لتفجيرٍ أوسع.

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى