خارج الصندوقسياسيات متناقضةنبض الساعةهيدلاينز

زيارتك إلى سوريا.. تحرمك اللجوء: انقسام ألماني يربك مصير اللاجئين

خاص – نبض الشام

تعيش برلين جدلاً محتدماً داخل أروقة الحكم، بعد أن برزت خلافات حادة بين وزارتي الخارجية والداخلية الألمانية حول مستقبل اللاجئين السوريين. فقد عبّر وزير الخارجية يوهان فاديفول عن صدمته من حجم الدمار في سوريا محذّراً من “استحالة العودة الآمنة في الوقت الراهن”، بينما تصرّ وزارة الداخلية بقيادة ألكسندر دوبريندت على خطة الترحيل إلى سوريا، بدءاً بالمجرمين ومن ثم فئات أخرى.

تحذير الخارجية
خلال زيارته إلى مدينة حرستا المدمّرة شرق دمشق، قال فاديفول بوضوح: “لم أرَ هذا القدر من الدمار بعينيّ من قبل، والناس هنا بالكاد يستطيعون العيش بكرامة”. تصريحات الوزير جاءت بمثابة تحذير دبلوماسي وإنساني، مؤكداً أن العودة الطوعية للسوريين غير ممكنة في الوقت القريب، وأن كل من يندمج في المجتمع الألماني مرحّب به.

تجاهل الداخلية
رغم هذا الموقف، تواصل وزارة الداخلية خطط الترحيل، إذ أعلنت عن استئناف معالجة طلبات اللجوء للسوريين الشباب القادرين على العمل، وتعمل على اتفاق مع دمشق لتمكين عمليات الترحيل في أقرب وقت ممكن.

وقال متحدث باسم الوزارة لشبكة RND إن “الحكومة الاتحادية اتفقت ضمن الائتلاف على البدء بترحيل المجرمين إلى سوريا”، مؤكداً أن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين بدأ باتخاذ قرارات بهذا الاتجاه منذ نهاية أيلول.

حرمان اللجوء
شددت وزارة الداخلية على أن أي لاجئ يسافر إلى سوريا، حتى في زيارة قصيرة، سيفقد حقه في الحماية داخل ألمانيا. هذه السياسة تحرم السوريين من أي إمكانية للعودة المؤقتة أو التحقق من أوضاع أسرهم، وتختلف بشكل واضح عن موقف الخارجية التي كانت تقترح سابقاً منح اللاجئين رحلات استطلاعية تمهيداً للعودة الطوعية.

ازدواجية السياسة
ما يجري في برلين يعكس انقساماً داخل الحكومة الألمانية بين من يرى في اللاجئين عبئاً أمنياً واجتماعياً، ومن ينظر إليهم كقضية إنسانية. فبينما تؤكد الخارجية أن “سوريا غير آمنة”، تتعامل الداخلية مع الملف بعين أمنية بحتة، ما يجعل السياسة الألمانية تجاه السوريين محكومة بالتناقض والتجاذب الحزبي أكثر من أي وقت مضى.

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى