جيلٌ جديد يصوغ ملامح الوعي بالصحة النفسية
ترجمة – نبض الشام
وعيٌ جديد وصوتٌ مختلف
يشهد العالم تحولاً لافتاً في فهم الصحة النفسية، تقوده الأجيال الشابة بروح أكثر انفتاحاً وجرأة على كسر التابوهات القديمة. وفي دولة الإمارات، بات الاهتمام بالصحة النفسية يتقدّم على الاهتمام الجسدي لأول مرة، وفق أحدث دراسة دولية، مما يعكس نضجاً مجتمعياً متزايداً وإرادة وطنية لدمج الرفاه النفسي في صميم السياسات العامة.
تحوّل في الوعي
أظهرت دراسة سيغنا الدولية للرعاية الصحية 2025 أن سكان الإمارات يمنحون الأولوية لصحتهم النفسية قبل الجسدية، خلافاً للاتجاه العالمي السائد. وقد ارتفعت نسبة من أفادوا بتمتعهم بصحة نفسية قوية إلى 64%، أي أعلى بـ21 نقطة من المتوسط العالمي — مؤشر على وعي متنامٍ واستقرار نفسي متقدم.
جيل يقود التغيير
الشباب هم القوة المحركة في إعادة صياغة نظرة المجتمع نحو الصحة النفسية. فهم أكثر استعداداً للاعتراف بالمشكلات النفسية والتحدث عنها بصراحة، ما يحدّ من الوصمة الاجتماعية التي لطالما أحاطت بهذا الملف. هذا الانفتاح، مدعوماً بالاستثمار الصحي والحوار الوطني، يمهّد الطريق لنتائج أفضل في الوقاية والعلاج.
وعي عربي متزايد
دراسات إقليمية عدّة تؤكد أن الشباب العربي، من الأردن إلى الخليج، ينظر إلى الصحة النفسية كقضية أولوية. فقد أبدى 86% من شباب الأردن رغبة في التعلم حول الصحة النفسية، فيما شعر 92% بواجبهم في دعم المصابين. ورغم ذلك، لا تزال النظرة السلبية لطلب المساعدة قائمة في أوساط تتجاوز 70% من المجتمعات العربية.
رؤية إماراتية متقدمة
تتكامل المبادرات الوطنية في الإمارات لتترجم الوعي إلى سياسات ملموسة. فالصحة النفسية تشكل جزءاً رئيسياً من الاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031، فيما يعزز الإطار الوطني للصحة النفسية في دبي والقانون الاتحادي للصحة النفسية بنية داعمة لمجتمع متوازن ومتين. كما تبادر العيادات الحكومية في أبوظبي إلى الكشف المبكر عن مؤشرات التوتر والاكتئاب ضمن الفحوص الروتينية.
نحو مجتمعٍ أكثر توازناً
في ظل هذا التحول المجتمعي والسياسي، ترسم الإمارات نموذجاً حديثاً للرفاه النفسي يقوم على التكامل بين الوعي المجتمعي والسياسات الوطنية. ومع قيادة الشباب لخطابٍ أكثر صدقاً حول الصحة النفسية، تقترب المجتمعات من تحقيق معادلة الصحة الكاملة: الجسد والعقل معاً.




