ترجمات نبضتقاريرنبض الساعةهيدلاينز

توازن على حافة النار: لبنان يناور بين حزب الله وأمريكا لتجنّب مواجهة جديدة مع إسرائيل

ترجمة – نبض الشام

لبنان أمام اختبار المرونة والحسابات الدقيقة
تجد بيروت نفسها اليوم أمام امتحان سياسي وأمني بالغ الحساسية، بعدما أعادت واشنطن تحريك ملف التفاوض بين لبنان وإسرائيل عبر مبعوثتها مورغان أورتاغوس. فبين مساعي تجنّب حرب جديدة في الجنوب، وضغوط أمريكية لتوسيع دائرة المفاوضات، تحاول الدولة اللبنانية إيجاد صيغة وسط تحفظ سيادتها وتمنع الانفجار، في وقت ترفض فيه قوى لبنانية رئيسية أي انخراط مباشر مع إسرائيل.

آلية موسعة تحت الرعاية الأمريكية
تعمل اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 على توسيع آليتها لتضم المدنيين إلى جانب العسكريين، بضغط أمريكي وإسرائيلي يرمي إلى تحويلها نحو قناة حوار غير معلنة مع تل أبيب. ويأتي ذلك فيما تصرّ بيروت على المفاوضات غير المباشرة عبر الوساطة الأمريكية، مستندة إلى تجربة ترسيم الحدود البحرية عام 2022.

رفض لبناني وتنازلات مدروسة
ورغم رفض حزب الله ورئيس البرلمان نبيه بري لأي مفاوضات مباشرة، يسعى الرئيس جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام إلى توسيع الوفد اللبناني بإضافة خبراء مدنيين يعملون كمستشارين تقنيين، في خطوة وُصفت بأنها تسوية تكتيكية تجنّب لبنان مواجهة مفتوحة دون التفريط بالموقف الوطني.

بين الذاكرة التاريخية والهواجس الراهنة
يستحضر اللبنانيون تجربة اتفاق 17 أيار 1983 الذي اعتُبر حينها مقدمة لتطبيع مرفوض، مقابل اتفاق الهدنة لعام 1949 الذي اقتصر على ترتيبات أمنية دون اعتراف سياسي. واليوم، يطرح السؤال نفسه: هل يمكن لـ لبنان أن يُكرّر صيغة أمنية محدثة تحفظ الحدود دون أن تفتح باب السلام الكامل؟

إيران وحزب الله.. أوراق تفاوض تتجاوز لبنان
في المقابل، يتمسك حزب الله بسلاحه بوصفه ورقة استراتيجية بيد إيران، التي ترى في لبنان ساحة نفوذ إقليمية لا يمكن التفريط بها قبل تحقيق مكاسب مقابلة في أي مفاوضات مع واشنطن. لكن إسرائيل لا تبدي استعداداً لمنح طهران هذا الهامش، ما يجعل احتمالات عودة التصعيد العسكري قائمة بقوة.

خيار التفاوض لتجنّب العاصفة
أمام هذا المشهد المعقّد، يبدو أن المرونة المدروسة هي سلاح لبنان الوحيد. فأي خطوة نحو مفاوضات تقنية حول الحدود أو الأسرى أو الانسحاب الإسرائيلي قد تشكّل فرصة لتثبيت الاستقرار دون التورط في اتفاق سلام سياسي. وبين العسكري والمدني، يبقى الجوهر واحداً: الحفاظ على لبنان خارج أتون حرب جديدة، وإن تطلّب الأمر خيوطاً دقيقة من الدبلوماسية والحذر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى