تصعيد خطير في السودان.. وتحذير من السقوط الكبير
خاص – نبض الشام
تطور جديد يشهده الصراع السوداني مع دخول الحرب مرحلة أكثر تعقيداً عقب سيطرة قوات «الدعم السريع» على مدينة الفاشر، عاصمة إقليم دارفور. هذا التحول الميداني أثار مخاوف محلية ودولية من أن يكون مقدمة لتغيير جذري في طبيعة الصراع، وربما في خريطة السودان السياسية والجغرافية، في ظل غياب تسوية شاملة تجمع الأطراف المتحاربة.
الفاشر.. نقطة التحول في دارفور
تعد الفاشر مدينة محورية في غرب السودان، إذ تربط مناطق دارفور بوسط البلاد، وكانت آخر المدن الكبرى في الإقليم خارج سيطرة «الدعم السريع». ومع سقوطها، أصبح الإقليم بأكمله تحت نفوذ تلك القوات، ما يشير إلى أن ميزان القوة الميدانية بات يميل بشكل واضح لصالحها.
ويرى محللون أن هذا التطور يشكل مرحلة جديدة تختلف عن سابقتها، إذ بات الصراع أقرب إلى مواجهة بين كيانين متوازيين يسعيان للسيطرة على مؤسسات الحكم، وليس مجرد معارك متقطعة بين قوتين داخل الدولة الواحدة.
مرحلة جديدة من الحرب
تذهب تحليلات إلى أن الحرب في السودان لم تعد مجرد نزاع على السلطة، بل تحولت إلى معركة وجود بين مشروعين سياسيين مختلفين. فبعد السيطرة الكاملة على دارفور، بدأت تظهر ملامح إدارة محلية بديلة تتبع «الدعم السريع»، في مقابل الحكومة القائمة في بورتسودان.
ويُحذر المراقبون من أن استمرار هذا الوضع قد يؤدي إلى تكريس واقع الانقسام الفعلي بين شرق وغرب البلاد، ما يجعل العودة إلى الدولة الموحدة أمراً بالغ الصعوبة دون تدخل سياسي عاجل.
تأثيرات وتعقيدات
تشير تحليلات سياسية إلى أن الأزمة السودانية تزداد تعقيداً بسبب التدخلات الداخلية وصراع مراكز القوى داخل المؤسسة العسكرية، إضافة إلى تأثيرات تيارات أيديولوجية تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في مؤسسات الدولة. ويرى بعض الخبراء أن تلك التيارات كان لها دور في تأجيج الحرب وإعاقة المبادرات السياسية التي طُرحت خلال العامين الماضيين.
وفي المقابل، تتخوف أطراف دولية من أن يؤدي استمرار القتال إلى انهيار شامل للدولة، ما قد يدفع السودان نحو سيناريو التقسيم أو الفوضى طويلة الأمد.
احتمالات المستقبل
يرى مراقبون أن سيطرة «الدعم السريع» على الفاشر فتحت الباب أمام تصعيد جديد قد يمتد إلى مناطق أخرى مثل كردفان والخرطوم. كما يُرجّح أن تشهد الفترة المقبلة تحركات دبلوماسية مكثفة من قِبل “الرباعية الدولية: الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات” في محاولة لإعادة الأطراف إلى طاولة التفاوض، خصوصاً بعد تحذيرات من أن الوقت يضيق أمام الحل السياسي.
مع سيطرة «الدعم السريع» على الفاشر، دخل السودان مرحلة حاسمة من تاريخه الحديث. فالحرب لم تعد معركة على مدينة أو إقليم، بل صراع على شكل الدولة ومستقبلها. وبين استمرار المواجهة أو التوجه نحو تسوية شاملة، يقف السودان اليوم على مفترق طرق قد يحدد مصيره لسنوات طويلة قادمة.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”




