خارج الصندوقخفايا وكواليسنبض الساعةهيدلاينز

ترامب يكشف ورقة ابن سلمان السرية عن التطبيع: هل أربكه؟

خاص – نبض الشام

أثار تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير حول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جدلاً واسعاً، بعدما قلل من جدية ربط الرياض بين تطبيع العلاقات مع إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية. جاء كلام ترامب خلال مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة”، إذ أشار إلى أن ابن سلمان في النهاية سينضم إلى اتفاقات أبراهام، في تلميح واضح إلى أن الملف الفلسطيني لن يكون عقبة حقيقية أمام مسار التطبيع.

ما وراء التصريح الأمريكي؟
تصريحات ترامب جاءت في وقت حساس بالنسبة للمملكة، خاصة مع اقتراب زيارة ولي العهد إلى واشنطن، وهي الأولى منذ سبع سنوات، وسط استعداد سعودي لاستثمار ضخم داخل السوق الأمريكية. هذا الصمت السعودي تجاه تصريحات ترامب اعتبره مراقبون دلالة على رغبة الرياض في تجنب أي توتر قبل الزيارة المرتقبة، التي يتوقع أن تتناول ملفات استراتيجية على رأسها اتفاقية دفاع مشترك وتعاون في مجال التكنولوجيا النووية المدنية.

أولويات ابن سلمان
يرى محللون أن ترامب يسعى إلى إعادة إحياء إرثه الدبلوماسي في الشرق الأوسط عبر إقناع السعودية بالانضمام إلى مسار التطبيع، خاصة بعد الهدنة الأخيرة في غزة التي استغلها لتصوير نفسه كوسيط للسلام. إلا أن المؤشرات تشير إلى أن ولي العهد يضع أولويات اقتصادية وأمنية أكثر إلحاحًا، أبرزها الحصول على ضمانات دفاعية ومقاتلات متقدمة من طراز إف-35.

ورغم أن إدارة بايدن السابقة كانت قد ربطت هذه المطالب السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، فإن الحرب في غزة أوقفت المفاوضات وأعادت للواجهة الحساسية الشعبية العربية تجاه إسرائيل، ما جعل أي خطوة تطبيعية في الوقت الراهن مغامرة سياسية.

معجزة مطلوبة للتطبيع
محللون اعتبروا أن إقامة علاقات رسمية بين الرياض وتل أبيب قبل نهاية العام أمر مستبعد تماماً ما لم تحدث “معجزة في إسرائيل”، مع التوضيح أن السعودية لا تزال ترى في ورقة التطبيع وسيلة للضغط من أجل تحقيق حل عادل للقضية الفلسطينية، وليس غاية بحد ذاتها.

وفي هذا السياق، شدد وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، في كلمة ألقاها باسم ولي العهد، على أن الحل القائم على دولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق سلام دائم، مؤكداً دعم المملكة لموقف الدول التي اعترفت رسمياً بدولة فلسطين.

منافسة خليجية على ملف غزة
الإعلام الإسرائيلي أشار إلى أن الرياض تسعى لاستثمار دورها في ملف غزة لتعزيز حضورها الإقليمي، لكنها غير راضية عن النفوذ الذي تحظى به قطر هناك. وتعتقد بعض الأوساط الإسرائيلية أن السعودية والإمارات تسعيان لتولي زمام إعادة إعمار القطاع وفق شروط تتعلق بإبعاد حركة حماس وإعادة تشكيل القيادة الفلسطينية.

السر ..
بينما يحاول ترامب استغلال ورقة التطبيع لتعزيز موقعه السياسي، يبدو أن ولي العهد السعودي يسعى إلى موازنة مصالحه بدقة بين واشنطن وتل أبيب، دون المساس بموقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية. وهكذا يبقى السر الحقيقي وراء تصريح ترامب في محاولته إعادة فتح أبواب الشرق الأوسط، بينما تحتفظ الرياض بمفاتيحها حتى إشعار آخر.

“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى