الفاشر السودانية: قصة “أبو لولو” بين التحقيقات والتحذيرات
خاص – نبض الشام
تستمر الأزمة في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح بين الجيش وقوات الدعم السريع في إبريل 2023، مخلفة وراءها آثاراً مأساوية على المدنيين. ومن بين أبرز الأحداث التي هزّت الرأي العام المحلي والدولي، اعتقال قيادي بارز في صفوف قوات الدعم السريع يُعرف بلقب “أبو لولو”، المتهم بتنفيذ إعدامات جماعية في مدينة الفاشر. تعكس هذه الحوادث خطورة الانتهاكات وتسلط الضوء على خفايا ما يُسمى بالفظائع الميدانية التي طالت المدنيين الأبرياء.
“أبو لولو”: اعتقال جزار القرن
أعلنت قوات الدعم السريع عن اعتقال اللواء العقيد الفاتح عبد الله إدريس المعروف باسم “أبو لولو”، بعد سيطرتها على الفاشر. وظهر في تسجيلات مصورة وهو يطلق النار على مدنيين عُزّل، في مشاهد وصفها ناشطون بـ”الإعدامات الجماعية”. هذا الاعتقال يأتي في وقت تحذر فيه الأمم المتحدة من تصاعد الانتهاكات ذات الدوافع العرقية، بينما تنفي القوات ارتكاب أي مذبحة، واصفة الاتهامات بأنها جزء من حملة دعائية.
مشاهد مرعبة
وصلت شهادات من ناجين إلى وكالات الأنباء تفيد بوقوع أحداث مروعة، تشمل قتل الأطفال أمام ذويهم واعتداءات جسدية ونهب الممتلكات أثناء محاولات المدنيين الفرار. وأكدت مصادر طبية ومؤسسات حقوقية أن أكثر من 460 مريضاً وموظفاً قُتلوا داخل مستشفى ولادة، بينما اختُطف عدد من الكوادر الصحية. المشاهد التي تم توثيقها على الأرض تشير إلى أن العنف استهدف النساء والأطفال وكبار السن على حد سواء.
تحذيرات دولية
تسلط تقارير دولية الضوء على مدى خطورة الوضع في دارفور، إذ يشير تحليل حديث باستخدام صور الأقمار الصناعية إلى وجود تجمعات لأجسام بشرية وظواهر تُرجّح أنها دماء، ما قد يشير إلى جرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية قد تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية. وحذر رئيس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من استمرار الفظائع، في وقت لا يزال فيه مصير آلاف المدنيين داخل الفاشر مجهولاً.
مخاطر كارثية
تتجاوز الأزمة الفاشر لتطال مناطق مجاورة، إذ فرّ عشرات الآلاف من المدنيين بسبب القتال والاعتداءات. وأفادت الأمم المتحدة بأن النزوح وصل إلى أكثر من 14 مليون شخص، وسط مخاطر مجاعة وانقطاع الخدمات الأساسية. وتعكس هذه الأرقام حجم الكارثة الإنسانية وتدعو إلى ضرورة تدخل عاجل للحد من الانتهاكات.
يبقى الوضع في السودان شديد التعقيد، مع استمرار الانتهاكات وحالات الإعدام الميداني. اعتقال “أبو لولو” يمثل خطوة قانونية مهمة، لكنه يسلط الضوء أيضاً على خفايا العنف وضرورة متابعة التحقيقات الدولية بشكل مستقل لضمان محاسبة المسؤولين عن الفظائع. وفي ظل النزوح الجماعي والتهديدات المستمرة للمدنيين، تظل حماية حقوق الإنسان والحد من الانتهاكات أمراً عاجلاً وضرورياً.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”




