إضراب وازدحام في كراجات اللاذقية.. ما الذي يجري؟
خاص – نبض الشام
تشهد محافظة اللاذقية اليوم، جدلاً واسعاً حول أجور نقل السرافيس والميكروباصات، بعد اعتماد التعرفة الجديدة من قبل الجهات المختصة، وسط احتجاجات من السائقين وارتياح حذِر من المواطنين. هذا الصراع يعكس التحديات الاقتصادية التي يواجهها قطاع النقل العام في ظل ارتفاع أسعار المحروقات وتزايد تكاليف الصيانة اليومية، ما يضع السائق والمواطن على طرفي نقيض في البحث عن حل يوازن بين مصالحهما.
التعرفة الجديدة
قامت الجهات المختصة في محافظة اللاذقية مؤخراً بتحديد تعرفة جديدة لخطوط النقل العام، شملت السرافيس والميكروباصات، وبيّنت المحافظة أن هذا الاجراء بهدف التخفيف عن المواطنين في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة. ففي خطوط المدينة الداخلية، انخفضت أسعار السرافيس بمقدار 500 ليرة لتصبح 2000 ليرة، بينما تراوحت أسعار الميكروباصات بين 3500 و5500 ليرة بحسب خط السير.
أما في المحاور الريفية والضواحي، فقد شملت التخفيضات عدة خطوط، منها محور جبلة الذي تراوحت فيه أجور السرافيس بين 1000 و3500 ليرة، والميكروباصات بين 3500 و7500 ليرة، بينما وصلت خطوط المحور الشرقي والشمالي للمدينة إلى حدود 5000 ليرة للسرافيس و8500 ليرة للميكروباصات.
كما تم تعديل التسعيرة بين المدينة والمناطق المحيطة بها، فمثلاً أصبح سعر السرافيس من اللاذقية إلى جبلة 5000 ليرة، وإلى الحفة 6000 ليرة، بينما تراوحت أسعار الميكروباصات بين 4000 و4500 ليرة للخطوط نفسها، في حين خفضت أجور النقل إلى القرداحة وصَلنفة بما يقارب نصف السعر السابق. وذكرت المحافظة أن هذه التعرفة الجديدة جاءت بعد دراسة مخرجات لجنة تحديد أجور النقل، في محاولة لتحقيق توازن بين تكلفة التشغيل ومتطلبات المواطنين.
موقف السائقين والإضرابات
عقب صدور هذه التعديلات، أقدم عدد من السائقين على الإضراب احتجاجاً على خفض أجور الركاب مقابل ارتفاع تكاليف المحروقات. هذا الإضراب أدى إلى شل الحركة في بعض الكراجات، ما تسبب بازدحام طويل وانتظار كبير للركاب، خصوصاً الطلاب والموظفين الذين يعتمدون على النقل العام. يرى السائقون أن التسعيرة الجديدة لا تعكس الواقع الاقتصادي، وتزيد من الأعباء اليومية عليهم، ما يهدد استمرارية عملهم.
إجراءات المحافظة لتخفيف الأزمة
استجابة للأزمة، أرسلت المحافظة ثلاثة باصات لنقل الطلاب والموظفين بين جبلة واللاذقية ومحاور أخرى، بهدف تسهيل حركة المواطنين خلال فترة الإضراب، وتخفيف حدة المشكلة مؤقتاً. كما أكدت مديرية النقل على استمرار تنظيم التعرفة ومراقبة الالتزام بها من قبل السائقين، لضمان تقديم خدمة مستقرة للمواطنين.
موقف المواطنين
من جانبهم، يعبّر المواطنون عن قلقهم من استمرار ارتفاع تكاليف النقل رغم التعديلات الأخيرة، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة. المواطنون يطالبون بمرونة أكبر في تحديد التعرفة، لتكون متناسبة مع قدرتهم المعيشية، وضمان استمرار النقل العام كخدمة أساسية دون زيادة الأعباء على الفئات الأكثر تضرراً.
مسألة حساسة
يبقى حل أزمة النقل في اللاذقية مسألة حساسة تتطلب توازناً بين مصالح السائق والمواطن، مع الأخذ بعين الاعتبار التحديات الاقتصادية والارتفاع المستمر في أسعار المحروقات. التسعيرة الجديدة خطوة إيجابية، لكنها تحتاج متابعة مستمرة لضمان الاستقرار واستمرار تقديم خدمة نقل عام عادلة وفعالة للجميع.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”




