آل الشرع وتكرار مشهد آل الأسد.. تقرير يحرج الرئيس وبيان ينفي!
خاص – نبض الشام
منذ وصول الرئيس السوري أحمد الشرع إلى السلطة بعد سقوط نظام الأسد في نهاية العام الماضي، تتوالى الأنباء المتضاربة حول توجهات الحكم الجديدة في دمشق. أحدث هذه الأخبار تمثل في تقرير لوكالة “رويترز” تحدث عن حملة واسعة ضد الفساد شملت مقربين من الرئيس نفسه، مقابل نفي قاطع من شقيقه جمال الشرع، الذي وصف التقارير بأنها “مفبركة ومغرضة”. وبين الروايتين، تتكشف ملامح جدل أوسع حول طبيعة الحكم الجديد: هل نحن أمام إصلاح حقيقي، أم إعادة إنتاج للنظام القديم بوجوه جديدة؟
رواية رويترز: الشرع يواجه الفساد من داخل عائلته
بحسب تقرير “رويترز”، فإن الرئيس أحمد الشرع عقد اجتماعًا عائليًا بحضور والده، حذر فيه أفراد أسرته من استغلال اسم العائلة لتحقيق مكاسب شخصية. ونقلت الوكالة عن مصادر متعددة أن الشرع وبّخ مقربين منه بعد ظهورهم بسيارات فارهة، وأصدر أوامر بإغلاق مكتب شقيقه جمال الشرع في دمشق ومنع التعامل معه.
وأضاف التقرير أن الخطوة جاءت ضمن حملة أوسع لمكافحة الفساد تستهدف شخصيات من داخل النظام الجديد نفسه، في محاولة للفصل بين الثورة ومظاهر الثراء السريع التي باتت تثير غضب الشارع السوري.
رواية جمال الشرع: نفي قاطع واتهام بالتضليل
في المقابل، نفى جمال الشرع هذه المعلومات جملة وتفصيلًا، مؤكداً أن مكتبه لم يُغلق، وأن ما نُشر “محض افتراء وتشويه للحقائق”. وأوضح في بيان رسمي أنه يكرّس جهوده لخدمة سوريا وشعبها، ملمّحاً إلى وجود جهات إعلامية تسعى لتشويه سمعة العائلة وإضعاف ثقة السوريين بالإدارة الجديدة.
هذا النفي يفتح الباب أمام تساؤلات عديدة حول مصداقية المصادر التي اعتمدت عليها الوكالة، وحول مدى الشفافية داخل النظام الجديد في التعامل مع الإعلام الدولي.
بين الحقيقة والسياسة
يرى مراقبون أن التناقض بين الروايتين قد يعكس أكثر من مجرد خلاف إعلامي؛ فربما يشير إلى صراع داخلي على النفوذ داخل عائلة الشرع نفسها، أو إلى محاولة من الرئيس لإثبات نزاهته أمام الشارع والغرب من جهة، مع الحفاظ على تماسك العائلة الحاكمة من جهة أخرى.
ويحذر آخرون من أن “إعادة إنتاج الفساد” باتت خطراً قائماً، خصوصاً مع تشابه بعض ملامح السلطة الحالية مع ما كان سائداً في عهد الأسد، سواء في البنية الأمنية أو في هيمنة المقربين على الاقتصاد.
سؤال مفتوح
في ظل غياب الشفافية الرسمية واستمرار التضارب بين الروايات، يبقى السؤال مفتوحاً: هل يقود أحمد الشرع فعلاً معركة حقيقية ضد الفساد أم أنه يسعى فقط إلى تلميع صورة النظام الجديد؟
ويرى مراقبون أن الوقت وحده سيكشف إن كان آل الشرع قادرين على كسر إرث آل الأسد، أم أنهم يسيرون على خطاهم نحو دولة ترفع شعار الإصلاح بينما تغرق في مستنقع الفساد القديم بثوب جديد.
“متابعة أسرة تحرير نبض الشام”




